تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


نبض الحدث

صفحة أولى
الاثنين 3-3-2014
ربما لم يكن في وارد الولايات المتحدة يوما أن الإرهاب الذي تصنعه وتصدره إلى مختلف أصقاع الأرض ومنها سورية كما هو الحال اليوم سيرتد عليها في نهاية المطاف، إلا أن هذه الحقيقة بدأت تقض مضاجع إدارة أوباما مؤخراً ، وباتت تتخوف من انقلاب السحر عليها,

فأصبح الأميركيون اليوم يحذرون من خطر فكر تنظيم القاعدة الإرهابي عليهم، وخاصة بعد تزايد عدد إرهابييه في سورية، والتي قال عنها وزير الأمن الداخلي الأميركي بأنها أصبحت أكبر معسكر لتدريب الإرهابيين في العالم، كذلك فإن موضوع تزايد عدد الإرهابيين الغربيين الذين يتوجهون إلى سورية بات محور اهتمام الدول الأوروبية التي عقدت لهذه الغاية عدة اجتماعات على مستوى عال خلال الفترة الأخيرة، ولكن دون اتخاذ أي إجراءات فعلية للحد من هذه الظاهرة، بل على العكس تماماً فإن تلك الدول ما زالت تعمل على إرسال المزيد من الإرهابيين إلى سورية لمحاولة إضعافها وإزاحة دورها عن المشهد العربي والإقليمي والدولي لما تمثله من حجر عثرة في وجه المشاريع الاستعمارية المعدة للمنطقة.‏

وفي خضم السباق الأميركي الغربي المحموم لاستهداف سورية بدأت تطورات الأوضاع في أوكرانيا تسرق الأنظار، وعيون العالم تتجه للقيصر الروسي وتنتظر قراره الأخير بهذا الشأن، والإشارات حتى الآن توحي بأن روسيا ستدخل بكل طاقاتها إلى ساحة المواجهة الدولية التي تحاول الولايات المتحدة وأتباعها في الغرب فرضها من البوابة الأوكرانية، وإذا اختارت تلك الدول طريقة اللعب بالنار، وتمسكت بسيناريوهاتها المعدة لأوكرانيا فذلك سيؤدي دون شك إلى عواقب وخيمة في حال نفاد الصبر الروسي، أمام المسار التصاعدي الذي تقوم به أميركا والغرب من خلال استمرار دعمها وتحريضها للمجموعات المتطرفة لرفض العودة إلى الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين الحكومة الأوكرانية والمعارضة، واتخاذ إجراءات عقابية ضد روسيا.‏

وعلى وقع الأحداث المتسارعة في العالم فإن للشعوب كلمتها في نهاية الأمر، فهي من تقرر مستقبلها دون سواها، فالشعب البحريني ينتفض اليوم رفضاً للاحتلال السعودي بعد استقدام آل خليفة لجيش نظام آل سعود بهدف حماية عرشهم وقمع الاحتجاجات الشعبية المتواصلة للمطالبة بأبسط الحقوق المشروعة التي سلبها النظام البحريني ويرفض إعطاءها لشعبه الرازح تحت نير حكمه، تماماً كما يفعل الشعب التركي الذي ضاق ذرعاًً بحكم أردوغان وفساده، ويواصل دون كلل أوملل مظاهراته الاحتجاجية من أجل استقالة العثماني الجديد، الذي ربط مستقبله السياسي بالمشاريع الاستعمارية المعدة للمنطقة على وجه العموم، وسورية بشكل خاص.‏

وإذا كانت الأحداث المتلاحقة محط اهتمام العديد من المراقبين ووسائل الإعلام الدولية فإن ما يحدث في سورية من إرهاب منظم تمارسه القوى المتآمرة من خلال عصاباتها التكفيرية يبقى الحدث الأبرز ولكن إلى حين، فإرهابهم إلى زوال، بفعل صمود الشعب السوري، وتضحيات جيشه البطل الذي لن يهدأ أو يستكين حتى يجتثه من الجذور، والانجازات المتلاحقة على أرض الميدان تؤكد ذلك, ليبقى مصدرو ذاك الإرهاب غارقين في أوهامهم التدميرية.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية