تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


دراسات تربوية

ثقافة
الأربعاء 5-3-2014
كل إنسان يصبح في لحظة ما من حياته «عالم نفس»، وذلك عندما يعارض الواقع إرادتَه، أي عندما تسير الأمور على عكس ما يأمل أو يشتهي! كأن يفاجأ على سبيل المثال بتصرف إنسان آخر، تربطه به علاقة صداقة راسخة أو حب أو زواج،

‏‏

تصرف لم يكن يتوقع صدوره عن هذا الإنسان تحديداً ولا بحال من الأحوال؛ أو كأن يقوم أحد الزملاء أو الرؤساء في العمل بفعل محرج أو مزعج يفوق ما يمكن أن يتوقعه من ذلك الشخص بالذات. حينئذ يصاب المرء بالدهشة الكبرى ويقف حائراًً ويتساءل: لماذا يحدث كل ذلك؟! وهل أنا على هذا القدر من الجهل بنفسي وبالآخرين؟ وأين ذهبت «خبرتي» ومعرفتي بالناس وبكيفية التعامل معهم؟ وهل يُعقل أن يكون منطق تفكيري مختلفاً كلياً عن منطق تفكير الآخرين؟ إنه لمن الصعب فعلاً على المرء أن يُفاجأ بتلك «الحقائق الصادمة»!ويضيف موقع الهيئة العامة للكتاب بتعريفه قائلا:‏‏

ولكن كلما تمعن المرء في التفكير بالأمر، اقترب من النظر إلى حالات الصراع هذه، أي حالات الاختلاف بين ما هو متوقع وما يحدث فعلاً، من المنظار السليم وترسخت القناعة لديه بأن «الصراع» هو من أهم الأمور في الحياة وأكثرها عطاءً وثمراً، لا بسبب عدم إمكانية تجنبه فحسب، وإنما لأنه من الأسباب الحيوية والجوهرية لنمو وتطور الشخصية البشرية. فما الحياة عندما تسير كل الأمور على ما يرام في غياب حالات الصراع التي تعاكس تطلعاتنا وتصوراتنا، سوى رحلة في صحراء مستوية قاحلة خالية من التضاريس الممتعة ودون ظلال نرتاح فيها ومياه تطفئ عطشنا وتساعدنا على استعادة نشاطنا وحيويتنا. وما دامت الأمور تسير على ما يرام، يتصرف المرء ببساطة دون أن يشعر بالحاجة للتغيّر أو التطوّر ولا يبدأ بالتفكير والتأمّل إلا لحظة «الفشل»، حيث يصبح التغيّر ضرورياً.‏‏‏

وبوسع المرء توفير متاعب الخوض في الكثير من طرق الحل عديمة الجدوى عندما ينظر إلى تلك الأمور والظروف، التي تسبب له المتاعب، عبر منظار علم النفس وعندما يستفيد من الحقائق والخبرات والمدرَكات المستخلصة في هذا المجال.‏‏‏

سنحاول في الفصل الأول من هذا الكتاب مناقشة مسألة وجود حالات الصراع التي لا يمكن تجنبها، والتي قد تكون من أهم الأمور في الحياة وأكثرها عطاءً وثمراً، برغم كل مشاعر الانزعاج التي تسببها. كيف تنشأ حالات الصراع؟ وكيف على الإنسان أن يتصرف في تلك الحالات، وما الذي عليه أن يتجنبه؟ ما هو الأثر الذي تتركه حالات الصراع التي لا تقبل الحل؟ وهل من إمكانيات لتجنب الدخول في حالات الصراع إلى حد بعيد، أو للتخفيف من آثارها السلبية على الأقل، أو ربما لتوظيفها إيجابياً؟ وما هي الحاجات الأساسية للإنسان التي يؤدي عدم إشباعها إلى نشوء حالات الصراع؟ هذه بعض التساؤلات التي نود طرحها ومناقشتها في الفصل الأول من الكتاب، وسنتابع مناقشة بعض الأفكار والطروحات ذات الصلة في الفصول التي تليه.‏‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية