في دراسة تحليلية لأكبر لوحة فسيفسائية يقدم د. عفيف بهنسي دراسة تحت عنوان : لوحة بردى في مجلة الفنون التشكيلية العدد الأخير يقول بهنسي : تعد الرسوم الفسيفسائية
في الجامع الاموي بدمشق الذي انشىء في عهد الوليد بن عبد الملك من أبرز شواهد الفن التشكيلي العربي في بداية تكونه ومع أن الرسوم الفسيفسائية في قبة الصخرة كانت الاسبق قليلاً من نظائرها في الجامع الاموي , فإن هذه تبدو أكثر اكتمالاً وأوسع انتشاراً على جدران الجامع الاموي , وأوضح مدلولاً في موضوعها, ثم هي أكثر استقلالاً عن تأثيرات الفن السابق للاسلام.
وليس من شك أن صناع تصميم هذه الفسيفساء في الجامع الاموي الكبير هم من أهل دمشق كما تؤكد مارغريت فان برشيم مواطنون محترفون استطاعوا ان يصنعوا الفصوص الزجاجية في بلد عريق بصناعة الزجاج , فلقد عثر خلال التنقيبات في منطقة ( القشلة) في باب توما على آثار مشاغل لصناعة فصوص الفسيفساء الزجاجية.
أما لوحة بردى في الجامع الاموي فقد درست من قبل العالمين : مارغريت فان برشيم وأوستاش دولوره, تقع هذه اللوحة على مقربة من المدخل الرئيسي من الجهة الشرقية وتمتد بمساحة كبيرة بطول 34.5م وارتفاع 7.5 م ولقد اطلق دولوره على هذه اللوحة اسم ( لوحة نهر بردى) اذ تمثل اللوحة نهراً يخترق مشاهد من اطراف دمشق أو من غوطتها مع ما في هذه المشاهد من أشجار باسقة كالنخيل او السرو, أو أشجار مثمرة كشجر التفاح والمشمش.