و هذا القول ينطبق على فناننا السوري بهجت اسكندر , والمقيم في رومانيا , و الذي عشق فن التصوير الضوئي منذ عام 1968 , و إلى الآن ما زال هذا العشق مستمراً , حيث حصد خلال مسيرته الطويلة على أكثر من 150 جائزة لصوغه أعمالاً فنية ذات حرفية عالية التزمت بالإنسان و مشكلاته و مختلف قضاياه ..
و أيضاً قوبل إبداعه الفني بالتكريم من قبل الشعب الروماني الذي قلده وساماً برتبة فارس هذا العام , و الذي يعتبر من أرفع الأوسمة التي تمنح للأشخاص المتميزين.
حل ّ الفنان اسكندر ضيفاً عزيزاً و مشاركاً في مهرجان جبلة الثقافي الرابع ,و من الجدير ذكره أن الفنان اسكندر من مواليد عام 1943 قرية برازين بجبلة , متزوج و مقيم في مدينة كشكميت بهنغاريا حاصل على ليسانس في الهندسة , و عضو في جمعية أهلية تهتم بالبيئة و جمالها و قد التقته » الثورة « و أجرت معه هذا الحوار .
حوار من القلب إلى القلب
> ما هي الرسالة التي تريد إيصالها الى الناس من خلال عدستك ?
> > تتلخص رسالتي بأن أقدم فناً ملتزماً يقف إلى جانب قضية معينة سواء كانت إنسانية أم اجتماعية أم اقتصادية .. , لأنني أعتبر الصورة لا منافس لها في العالم و لا شيء يصارعها , و تغني عن مئات الكلمات , وفي عصر التكنولوجيا و الديجتال هي الوحيدة المؤثرة في الإنسان .
> ما نوعية الموضوعات التي تحب التركيز عليها في صورك ?
>> أحب أن أركز على الانسان و ما يدور حوله , فعلى سبيل المثال أعمل على تصوير معاناة المواطن في أي بلد من العالم من أزمة مواصلات و تربية .. و غيرها و أن أتكلم عنها في مسلسل صور و ليس في صورة واحدة , و أيضاً أحب التركيز على البيئة و ما يجري بها من تخريب و تدمير لأننا لم نترك شيئاً سليماً على اليابسة لأحفادنا . , كذلك أحب لفت الانتباه الى حالات موجودة في الواقع ولا يراها البعض إما لأنهم عميان بصيرة أو جهالاً .
> ماذا تتخذ من التصوير مهنة أم هواية ?
>> الفن من وجهة نظري ليس له ثمن و ليس طريقة لكسب المال . فأنا أشعر بأنني محظوظ لهذه الهواية ولهذا الالتزام , و أصور للترويج عن أفكاري فقط و الزمن سيقرر يوماً ما أهمية أعمالي .
> أي الألوان تفضل ?
>> أنا أرى أن اللونين الأبيض و الأسود بحسب قناعتي نرى بهما ألواناً أكثر , و تأثيراً أكثر , فهي ألوان لا تدع مجالاً للإنسان أن ينظر غير الواقع .
> أين الوطن في عملك الفني ?
>> هو موجود في محبتي للناس و التي أخذتها معي , و في إشعاعي و أعمالي و مواقفي الفنية والاجتماعية التي قدمتها و أهديتها , فأنا مؤمن بأن ما أعمله رسالة باقية للعالم أجمع , بما فيه وطني .
> قلدك رئيس جمهورية رومانيا وساماً برتبة فارس هذا العام فماذا يعني لك هذا ?
>> تغص الدمعة في عيني كلما سئلت هذا السؤال . حقيقة لم أتوقع حصولي عليه لأن وسام لا يعطى إلا لعدد قليل من المجريين , مع العلم أنني حصلت على أكثر من 150 جائزة على مستوى العالم . لهذا فأنا أشكر الشعب المجري الذي منحني تقديره و لقد شعرت بالفخر و الاعتزاز لأنني أعتبر أن هذا الوسام موجه لوطني و لشعبي و بهذا أكون قد قدمت سمعة وطيبة شعبي , فضلاً عن أنني تلقيت الآلاف من رسائل التهنئة , و من كبار المسؤولين في المجر و خارجه , إلا أن أعظم رسالة تلقيتها كانت من أمي التي خابرتني و قالت لي : إنها فخورة جداً بي » و فرحانة « و أنا أشكر لها هذا لأنها علمتني حب الآخرين .
> كيف تقيم مشاركتك بمهرجان جبلة الثقافي الرابع , و هل أنت مدعو للمشاركة في فعاليات ثقافية أخرى في سورية ?
>> أشكر شعب جبلة بالدرجة الأولى على دعوته لي للمشاركة في فعاليات هذا المهرجان , و في الواقع تركت كل أعمالي و أتيت للمشاركة لإنجاح هذه الفكرة النبيلة بكل فرح و حب .
و يحزنني القول إنني لم أكن مشاركاً في فعاليات دمشق عاصمة للثقافة العربية , و كم كنت مسروراً لو استطاع شعاع الثقافة أن يصل لي لألبي طلبه , فلو طلب مني المشاركة في توثيق دمشق القديمة لكنت أعطيت كل مواهبي من أجل نجاحها .