ان أماكن مثل مخيم اللاجئين شعفاط تربة لنمو حركات إرهابية(, يقول محمد, الذي نشأ في المخيم وتركه منذ وقت غير بعيد, الفقر موجود في كل بيت يوجد اكتظاظ سكن وبطالة. هذا مكان بلا أي أمل.
ظهيرة اليوم, حي بيت حنينا في الجزء الشمالي الذي هو أكثر راحة في القدس الفلسطينية. لا تلحظ عداوة الإسرائيليين كما في شعفاط, لكن يمكن ان نجد هنا أيضا رسوم جدران تدعو الى الموت لإسرائيل, ولا توجد أية دلائل على السلطة الإسرائيلية. حتى انه لا توجد دلائل على نشاط بلدية القدس. لا توجد للشوارع أسماء.
ولا يوجد توزيع منظم للبريد. لكن يوجد توجه حر الى كل مكان في القدس والى كل نقطة في اسرائيل في الواقع بحسب الحق الذي يتمتع به ال 290 ألفا من سكان القدس الشرقية كلهم.
هل يدل هذا الحق على أن القدس الكبيرة الإسرائيلية والفلسطينية هي مدينة موحدة? في ذلك شك كبير. لكن هل بطاقة الهوية الزرقاء التي يستحقها سكان شرقي القدس العرب خطر أمني? لا يوجد أي شك في ذلك الان. لكن معطيات الشاباك تدل على ان 270 فقط من سكان القدس الشرقية كانوا مشاركين في نشاط تخريبي معادٍ منذ سنة 2001, لكن الاتجاه واضح: ففي سنة 2005 وقف عدد سكان شرقي المدينة الذين اعتقلوا بسبب أعمال إرهابية على تسعة فقط. في سنة 2006 ارتفع الى واحد وستين. بعد سنة من ذلك في 2007 انخفض مرة اخرى الى سبعة وثلاثين, لكن في 2008 حطمت جميع الأرقام القياسية. فما زال لم يمر ثلثا السنة وأصبح عدد سكان المدينة الذين شاركوا في الإرهاب يقف على واحد وسبعين.
بشكل عرضي ويكاد يكون على شكل نبوءة تحدث رئيس الشاباك يوفال ديسكن عن الظاهرة, عندما حضر أمام لجنة الخارجية والأمن في الكنيست, قبل ثلاث ساعات فقط من عملية الجرافة الثانية في مركز مدينة القدس. زعم ديسكن انه يوجد اليوم في شرقي القدس فراغ أمني, لا أقل من ذلك. يحصر الجيش الاسرائيلي وقوات امن السلطة الفلسطينية نشاطهم في مقاومة الإرهاب في أنحاء المدن في الضفة الغربية التي لا تعد أرضا إسرائيلية مثل شرقي القدس, وفي أحياء شرقي القدس خاصة التي توجد فيها نوىً شديدة للإرهاب يصعب على قوات الأمن العمل. فوق ذلك اذا استثنينا حواجز قليلة وغير فعالة, مثل حاجز حرس الحدود عند مدخل مخيم اللاجئين شعفاط, لا يوجد أي حاجز بين تجمعات حماس المقدسية ومركز المدينة. في الحقيقة يوجد في غلاف القدس ستة عشر حاجزا, لكنها تفصل بين أحياء مقدسية عربية مثل بيت صفافا وصور باهر وبين المناطق في يهودا والسامرة التي لا تشتمل عليها مساحة القدس الكبيرة البلدية, لا بين شرقي المدينة والجزء الغربي اليهودي.
يرى الفلسطينيون في التوجه السائد انه يقف وراء العمليات شعور باليأس, تؤججه مشاعر قومية وأوامر هدم لبيوت غير قانونية اخذ عددها يزداد. اقترح رئيس الشاباك أمس إغلاق او هدم بيوت المخربين من شرقي القدس كخطوة ردع, لكن يشك في أن يكون هذا هو الذي يردع الإرهاب ما لم يوجد فصل بين جزئي القدس, الموحدة في ظاهر الأمر فقط. بعد كل شيء الخرق الكبير جدا كمثل ذاك الموجود بين جزئي المدينة من المؤكد انه يدعو المخربين.