غير أن بعض الادارات عندنا,التي يقع عليها التنفيذ فإنها للأسف تتعامل معها بلامبالاة والاكتفاء بمراسلات روتينية,مما ينعكس سلباً على الاستفادة من تلك المذكرات وحرمان الاقتصاد من فرص نقل التكنولوجيا أو تطوير مصانعنا,وكذلك عدم الاستفادة من القروض التمويلية التي تقدمها تلك الجهات بشروط ميسرة ربما تكون فرصة لا تتكرر,ولعل ما حصل بين شركة بلو ستار الصينية وشركة اطارات حماة خير مثال على ذلك.
فقد كشف الفاكس الذي أرسلته شركة بلوستار الصينية بتاريخ 2/7/2008 الى السيد وزير الصناعة والمسجل بالوزارة برقم 1233/و.ف عن تفاصيل مثيرة فيما يتعلق بمذكرة التفاهم بين الجانبين الصيني والسوري.
وقد جاء بالفاكس حسب ترجمة وزارة الصناعة حرفياً (الى فخامة السيد وزير الصناعة بشأن مشروع اعادة تأهيل معمل اطارات حماة,نؤكد مضمون اجتماعاتنا المتعددة السابقة مع فخامتكم وبحضور وفدنا في شركة اطارات حماة ونؤكد مذكرات التفاهم الموقعة بين الجانبين السوري والصيني حول هذا المشروع,وكذلك المراسلات المشتركة مع شركة اطارات حماة من خمس سنوات خلت حتى الآن ولسوء الحظ لم نستلم أي اشارة ايجابية أو سلبية فيما يتعلق بهذا المشروع ونشعر بالأسف حين نعلمكم بأن صلاحية عقدنا وسريان صلاحية القرض (60 مليون دولار) والقابلة للزيادة قد انتهت قانونياً).
وتضيف الشركة الصينية نريد التأكيد كما شددنا سابقاً من خلال كافة اجتماعاتنا مع وفودكم وجميع المراسلات على زيادة هذا المشروع وربحيته وفائدته في كافة المستويات بسبب التقنية التنافسية المتطورة لهذا المشروع.
مع ذلك لم يستغل الجانب السوري منافع هذه الفرصة لأنكم ما اتخذتم القرار لهذا المشروع منذ 5 سنوات وحتى الآن وكرغبة منا لتقديم فرصة أخيرة للجانب السوري وككلمة أخيرة في خلال اسبوع واحد فقط حتى 8/7/2008 بناء على شرط واحد هو استلام فاكس من الجانب السوري يحتوي ما يلي (اشارة لعرضكم المؤرخ في كانون الثاني 2008 نؤكد مبدئىاً مشروع اعادة تأهيل معمل اطارات حماة وندعو وفدكم لزيارة سورية بتاريخ 15/7/2008 للتسوية النهائية وتوقيع مسودة العقد) هذا لتفادي المماطلة أو المراسلات عديمة الجدوى.
هذا ما قالته الشركة الصينية في حين أن مدير عام شركة اطارات حماة المهندس حسين محمد كان له رأي آخر وهذا ما تضمنه فاكسه المرسل الى شركة بلوستار الصينية وأكد أن شركة اطارات حماة أرسلت عدة فاكسات الى الشركة الصينية منها الفاكس رقم 759 تاريخ 29/5/2008 والفاكس 871/90 تاريخ 7/6/2008 والفاكس رقم 842/90 تاريخ 17/6/2008 والفاكس 915 تاريخ 5/7/2008 وأكد فيها رغبة الشركة في استكمال دراسة العرض المقدم من قبل الشركة لتطوير معمل الاطارات وبشكل اقتصادي والشركة بانتظار قدوم وفد الشركة الصينية وتمنى أن تحدد الشركة موعد قدوم الوفد كي تتمكن شركة الاطارات من اتخاذ كافة الاجراءات وبدء صفحة من التعاون يكون أولها تطوير شركة الاطارات.
وطلب مدير عام الاطارات تمديد صلاحية العرض المقدم من الشركة الصينية ستة أشهر أخرى بدءاً من 24/7/2008 للتمكن من استكمال دراسة هذا العرض وازالة كافة الملاحظات من أجل الوصول الى مشروع متكامل واقتصادي.
وأضاف المهندس حسين محمد رداً على سؤالنا حول عدم التوقيع مع الجانب الصيني منذ 5 سنوات حتى الآن أجاب بأن المشروع لا يحقق الجدوى الاقتصادية المطلوبة وحول من قام بدراسة الجدوى الاقتصادية أجاب بأنها شركة خاصة.
أخيراً:
نتساءل لماذا لم تتم دراسة الجدوى الاقتصادية من قبل شركة الاطارات أو حتى المؤسسة العامة للصناعات الكيميائىة ولماذا تم الطلب من شركة خاصة دراسة هذه الجدوى?!! كما نتساءل لمن قام بتوقيع مذكرة التفاهم مع الجانب الصيني في حال لا تحقق المصلحة المشتركة أو الجدوى الاقتصادية المناسبة لنا ?!! ولماذا لم تقم شركة الاطارات باعلام الجهات الوصائية خلال 5 سنوات بأن مذكرة التفاهم المذكورة لا تحقق مصلحة الجانب السوري?!!
والسؤال المهم لماذا لم يعلم الجانب الصيني الذي هو طرف بالموضوع بالجدوى الاقتصادية حتى انتهت فترة الاستفادة من القرض الصيني?!!
نلاحظ أخيراً أن الفاكسات التي قدمها لنا السيد مدير عام الاطارات تعود الى العام الحالي فأين كانت شركة الاطارات في السنوات الأربع الماضية ?!!