وقال المهندس عطري في كلمة الافتتاح ان المهرجان اصبح ظاهرة ثقافية تتجدد كل عام ومناسبة وطنية مهمة تسلط فعالياتها الضوء على وجه سورية الحضاري والثقافي وتبرزه للعالم من خلال نشاطاتها الثقافية والفنية والفكرية والرياضية التي تنتصر في مضمونها واهدافها لقيم المحبة والتسامح وتثري المشهد الثقافي بعناصر الاصالة والتفاعل الثقافي والانفتاح على المبادرات الابداعية والفردية والجماعية.
واضاف المهندس عطري منذ الازل كانت رسالة سورية رسالة محبة وسلام واخاء وتسامح بين شعوب العالم مؤكدا ان سورية تجدد من ضفة المتوسط المطلة على امجاد اوغاريت وتراث الحضارات الانسانية دعوتها الى اعلاء قيم التعايش المشترك والانفتاح على الثقافات والتواصل والتفاعل معها بما يسهم في صون واغناء الثقافات الوطنية واثراء الثقافة العالمية.
وأكد رئيس مجلس الوزراء اهمية الحوار كعامل اساسي في الاغتناء المشترك ومعالجة قضايا المنطقة ومشكلاتها وتحقيق الامن والاستقرار فيها على اساس السلام العادل والشامل الذي يكفل عودة الجولان السوري المحتل والاراضي العربية المحتلة حتى خط الرابع من حزيران عام 1967 وضمان الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني لافتا الى ان دور سورية كان على الدوام دورا محوريا مفصليا على صعيد تحقيق الامن والاستقرار في المنطقة.
وبين المهندس عطري ان المعطيات والوقائع اكدت صوابية مواقف سورية تجاه القضايا الاقليمية حيث بات واضحا ما تجسده سورية من موقف ريادي ومستقبلي في منطقة الشرق الاوسط لافتا الى ما تمتلكه من رصيد حضاري وتلاحم وطني ووحدة وطنية وقرار سياسي صائب وشجاع في مواجهة الضغوط والتحديات التي تتعرض لها جراء تمسكها بالثوابت الوطنية والقومية.
وأشار المهندس عطري إلى ما حققته سورية من نقلات نوعية وسريعة في ميادين البناء والتنمية الشاملة بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد الامر الذي يؤكد صحة الاتجاه الذي تسير به عن طريق البناء والاصلاح الاقتصادي ومواكبة منجزات العلم وثورة التقانة الذي اثمرت جهوده وظهرت اثاره جلية في الميادين التشريعية والادارية والاقتصادية لافتا الى التركيز على ارساء قاعدة مستدامة للتنمية غايتها الانسان وتفجير طاقاته الخلاقة ومنطلقها توجه حكومي مستقبلي يؤمن بان الانسان اساس كل تنمية وان السبيل الى تحقيق هذا التوجه هو ايلاء الاهتمام ببناء الانسان المؤمن برسالة امته ووطنه والعمل على توفير الظروف الملائمة لنمو فكره واطلاق ابداعه من خلال التركيز على تطوير منظومة التعليم بكل اشكاله ومراحله والارتقاء بمستوى المناهج التعليمية وتشجيع البحث العلمي الذي نطمح من خلاله الى تحقيق تنمية شاملة في المجالات والقطاعات المختلفة.
واشار رئيس مجلس الوزراء الى تنوع فعاليات ونشاطات المهرجان في موسمه الحالي وغناه بالندوات الفكرية والانشطة الادبية والمعارض الفنية مؤكدا ان ذلك يعكس غنى الابداع وقوة العزيمة والارادة ويشكل منطلقا ودافعا اساسيا لتعزيز عملية البناء ومسيرة التنمية الشاملة التي تشهدها جميع انحاء سورية.
بدوره أكد زاهد حاج موسى محافظ اللاذقية ان مهرجان المحبة اضحى درة على صدر اللاذقية يواصل مسيرته بثبات وامل راسخ وهو يلبس اليوم حلة جديدة في المدينة الواقفة في جفن التاريخ حاملة فوق جبينها شامة اوغاريت وقصة الابجدية الاولى.
وأضاف حاج موسى أن المهرجان اصبح تقليدا وطنيا وعرسا حقيقيا للمحبة تحتضنه درة المتوسط اللاذقية هذه المحافظة التي شهدت كغيرها من محافظات القطر بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد تطورا كبيرا في جميع المجالات والميادين وهي مصدر فخر واعتزاز لكل ابناء الوطن.
وأكد ان الفعاليات التي يتضمنها مهرجان المحبة ما هي الا دليل على تعزيز القيم الوطنية والقومية والانسانية ورعاية الابداع وتشجيعه.
من جهته أكد الدكتور عجاج سليم مدير المهرجان ان مهرجان الباسل استطاع بدوراته التسع عشرة ان يعزز مكانته بين المهرجانات المحلية والعربية وبات قبلة ومحط انظار المتابعين والمهتمين بالفعاليات الادبية والفكرية والفنية والرياضية وهو ما شكل حافظا لنا للعمل بشكل دؤوب لان تكون هذه الدورة مميزة بفعالياتها المختلفة بما يغني المشهد الثقافي والادبي والفكري والحضاري والفني لسورية عموما ومحافظة اللاذقية بشكل خاص ارض الابجدية الاولى ومهد الحضارة الاوغاريتية مشيرا الى ان مهرجان الباسل يعبر عن حالة التآلف والتطور الذي تعيشه سورية كل يوم تجسيدا للاهداف التي وضعها الشهيد باسل الأسد في الانطلاقة الاولى للمهرجان منوها بالجهود التي قدمتها مختلف الجهات لانجاح هذه الدورة.
ثم بدأت فعاليات المهرجان بعرض فني قدمته فرق منظمتا شبيبة الثورة وطلائع البعث وعدة فرق مسرحية بعنوان (من الازل الى الابد) والذي يحاكي تاريخ سورية العريق وحضارة اللاذقية التي صدرت للبشرية الابجدية الاولى.
كما تضمن حفل الافتتاح عروضا فلكلورية متنوعة اضافة الى عروض بالقفز المظلي وحفل العاب نارية اضاء سماء مدينة اللاذقية.
وتتضمن فعاليات المهرجان ندوات فكرية وادبية لادباء وشخصيات وامسيات شعرية وندوات حول الاثار في سورية اضافة الى مسابقات في القفز المظلي تشارك فيها 12 دولة عربية واجنبية وعروض مسرحية للكبار والصغار وسينما الهواء الطلق وحفلات فنية يشارك فيها فنانون سوريون وعرب ومعارض متنوعة في الرسم والفن التشكيلي والتصوير الضوئي ومعرض للزهور.
حضر افتتاح المهرجان وزراء الادارة المحلية والبيئة والري والثقافة والنقل وامين فرع الحزب باللاذقية واعضاء قيادة الفرع واعضاء مجلس الشعب ومديرو المؤسسات والدوائر الرسمية وممثلو المنظمات الشعبية والنقابات المهنية بالمحافظة وجمهور غفير من ابناء محافظة اللاذقية والمحافظات الاخرى.