ودأب البلدان على استمرار التشاور والتنسيق بما يعزز الاهداف المشتركة ويفعل مسيرة التعاون الثنائية انطلاقا من الرغبة في العمل الجاد لتكريس الامن والاستقرار في المنطقة وارساء اسس تخدم مصلحة الشعبين وشعوب المنطقة بشكل عام.
وتأتي زيارة السيد الرئيس بشار الأسد إلى طهران أمس في اطار العلاقات التاريخية بين البلدين وفي ظل المعطيات الجديدة خصوصا في أعقاب الزيارة التاريخية للرئيس الأسد لفرنسا ولقاء القمة مع الرئيس نيكولا ساركوزي والتي جاءت نتائجها لتؤكد ان السياسة السورية تنطلق من المصالح السورية ومصالح المنطقة والقادرة على احداث تغيير في سياسات الفرنسيين والاوروبيين بما يخدم المنطقة وقضاياها.
وانطلاقا من هذه المعطيات تأتي زيارة الرئيس الأسد إلى طهران لاستكمال التشاور والتنسيق تجاه القضايا الاقليمية والدولية الرئيسية وملفاتها الساخنة في ضوء اتفاق وجهات النظر بين البلدين وتأكيدهما سيادة العراق ووحدة أراضيه وضرورة جدولة انسحاب القوات الاجنبية منه ودعم التوافق في لبنان ومقاومته الوطنية في مواجهة العدوان الاسرائيلي إلى جانب دعم البلدين للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة واستعادة وحدته الوطنية واقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وايضا للتشاور في الموضوع النووي وحق الدول في التخصيب السلمي وتبادل الافكار في سبيل توضيح الالتزام الايراني بكل الاتفاقيات الدولية.
وقد أعلنت ايران منذ انطلاق الثورة الاسلامية قبل نحو ثلاثين عاما دعمها للحقوق العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وأكدت دائما دعمها لحق سورية في استعادة الجولان العربي المحتل حتى خط الرابع من حزيران عام .1967
وفي البعد الثنائي تأتي أهمية الزيارة في دفع التعاون المشترك في جميع المجالات حيث أعطى التعاون الاقتصادي بين البلدين نتائج ايجابية انعكست على عملية التنمية التي يتطلع اليها الشعبان الصديقان وتجلى ذلك بوجود 15 مشروعا اقتصاديا في سورية بقيمة 896 مليون دولار يتم انجازها بالتعاون بين سورية وايران ويتزامن ذلك مع السعي الحثيث لدى حكومتي البلدين لزيادة حجم الاستثمارات المشتركة إلى أكثر من ثلاثة مليارات دولار خلال السنوات القادمة اضافة إلى المشاريع الاخرى التي تم تنفيذها وتدشينها وهي الان ترفد السوق السورية بمنتجات وصناعات سورية كما أن هناك العديد من المشاريع قيد العمل حاليا مع وجود العشرات من مذكرات التفاهم والبروتوكولات الموقعة بين البلدين في شتى الميادين والمجالات.
وقدمت الزيارات المتبادلة بين المسؤولين في البلدين وفي مقدمة ذلك زيارة الرئيس الأسد إلى ايران في شباط عام 2007 وزيارة الرئيس احمدي نجاد إلى دمشق في تموز من العام نفسه مؤشرا على ان العلاقات السورية الايرانية استراتيجية كما جاءت اجتماعات اللجنة العليا السورية الايرانية المشتركة في دورتها العاشرة في اذار الماضي استكمالا للخطوات التي قطعها البلدان سابقا في مجال تعاونهما الاقتصادي والتي أسهمت في زيادة حجم الاستثمارات المشتركة في سورية لتصل إلى مليار ونصف المليار دولار منها 950 مليون دولار في القطاع الصناعي.
ويشمل التعاون السوري الايراني مجالات أخرى عديدة مثل حماية البيئة والاعلام والطاقة الكهربائية والمواصفات والمقاييس والادارة المحلية ومجلس رجال الاعمال والتجارة والاستثمار والمجالات المصرفية والجمركية والتخطيط والصناعة والنفط والغاز الطبيعي والكهرباء والنقل بكل أنواعه والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والصحة والتقانة والتربية والتعليم العالي والزراعة والسياحة والشؤون الاجتماعية والعمل والتدريب الفني والمهني والاسكان والتعمير والري والرياضة والشباب.