والهدف واحد ومتكامل في احتلالهما وهو استكمال مقومات قيام الكيان العنصري الإسرائيلي الذي يشكل في نظر دول الغرب الاستعماري برمتها النواة التي ستغير وجه العالم طبقاً للرؤى العنصرية التي تراودها بأن لها الحق بإبادة الشعوب لتعيش برفاهية وهو السلوك الذي مارسه الغزاة أيضا عندما أقاموا دولاً غربية جديدة في الأميركيتين، أسست على مبادئ الشمولية والإبادة الجماعية، وعلى مبدأ أنه من السهل قمع وقتل أولئك الذين لا يرون ما يحدث وما يحل بهم. والأمر ذاته عندما يعتم الإعلام الأميركي على كل ما يجرى في مجازر إسرائيل ضد العرب
ولكن من الواضح أن إسرائيل تستطيع قياس القطع الناقص الذي تجوبه صورتها لدى الرأي العام منذ وقت طويل في العالم. فالجولان المحتل في نظر أغلبية دول العالم التي يبلغ عدد سكانها قرابة ستة مليارات ونصف مليار نسمة، هي سورية وهذه الدول تنظر إلى إسرائيل وحاميتها واشنطن بعين العزلة. ومع ذلك نجد دولا عربية مثل قطر والسعودية لا يريان في قضية الجولان أمراً مشروعاً لسورية!
وإسرائيل تنظر إلى الجولان على أنه ارض إستراتيجية عسكريا واقتصاديا لكونها توفر لها ثلث حاجتها من الماء، وجزء من الجولان أصبح أرضاً تحرسه القبعات الزرق وهي منطقة منزوعة السلاح ومساحتها 100 كم مربع. و صحيح أن الأمم المتحدة والجمعية العام لم تتوانيا قط عن مطالبتها بالتخلي عن الجولان السوري المحتل ودون تأخير ولكن على استحياء!
وإسرائيل التي يسير نهجها بخلاف الفانون الدولي وتجعل من اليهود المهاجرين من بقاع العالم إلى فلسطين المحتلة مجرد رهائن لها لتسوغ من خلالهم المشاريع الاستعمارية الحديثة، في زمن تغيب فيه الديمقراطية الحقيقية ولاسيما في أوروبا، حيث الأقليات تتحكم بالأكثرية مثلما يحدث في فرنسا التي يسن فيها قوانين تعاقب على مناهضة إسرائيل باسم معاداة السامية، مع أن قسما كبيرا من الشعب الفرنسي مثلاً لا تسره ممارسات إسرائيل مثلما لا تسره قوانين الزواج المثلي. والشعب في أوروبا برمتها يعي أن الأغلبية منه تمضي أوقاتها في تحمل اضطهاد الأقلية له وهذه الأقليات صاحبة الشركات العابرة للبحار ومن أصحاب نوادي المال وهي التي تصنع الحكام في ديمقراطية زائفة قائمة على التضليل في وسائل الإعلام وهي التي تخطط لارتكاب المجازر حول العالم.
ويؤكد خبراء سياسيون غربيون أن الأوروبي وربما الأميركي يروق له أن يرى حظرا للسلاح يطبق على إسرائيل وأن تقاطع منتجاتها، ومصادرة المستوطنات الإسرائيلية وإعادة توزيعها على الفلسطينيين بما يعادل قيمة الحقوق الفلسطينية التي استبدت بها إسرائيل، حتى إن بعض الأوروبيين ينادون بتدخل عسكري ضد إسرائيل التي غزت فلسطين والأراضي العربية واستعمرتها، وهو تدخل على غرار الذي جرى عند احتلال العراق للكويت.
فمن الذي يستطيع إخراج إسرائيل من الجولان والقدس؟ أحرار العالم والمناهضون للمجازر وللعولمة المجرمة يرون أن من سيمنع البحث عن النفط من تغيير وجه العالم العربي إلى غير رجعة هي المقاومة وحدها وانتصار سورية على مشروع الإبادة الجديد المتمثل بالمحرقة الجديدة ومنع ما حدث في الأميركيتين، حيث قدم الباحث الأميركي ديفيد ستانارد في كتابه «المحرقة» وثائق عن أفظع أعمال الإبادة الجماعية في العالم على الإطلاق ولاسيما مع وصول الغرب إلى العالم الجديد في القرن الخامس عشر. واعتبر أن المحرقة الحقيقية حدثت هناك واليوم هناك محارق جديدة بحثاً عمن النفط والاستثمارات والاستيطان.