تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


و سورية ترد: خطوة استفزازية.. وروسيا تصنفها في خانة «زعزعة الاستقرار»

قاعدة الحدث
الخميس 13-12-2012
 إعداد: سائد الراشد

تصفير المشكلات مع دول الجوار هو شعار نادى به أردوغان ومن ورائه حكومة العدالة والتنمية قبل عقد من الزمن، شعار حقق للشعب التركي عامة مزيداً من الأمن ودفعاً لعجلة النمو الاقتصادي للأمام،

ولم يكن من داع لقوات أمن لتحميها، لأن دول الجوار كانت على يقين أن الأمن الإقليمي لا يتجزأ وأي اختلال له في أي دولة من دول الجوار سيؤثر بشكل سلبي على الآخرين، ولكن طلب أردوغان نشر صواريخ باتريوت فوق الأراضي التركية ولَّد العديد من ردود الفعل السلبية، إلا أنه مُصِر على هذا الطلب الذي لن يجلب الأمن إلى تركيا وإنما سيكون الشعب التركي أول المتضررين من نشر تلك الصواريخ فوق أراضيه، فكل من سورية وإيران وروسيا والعراق وغيرها من دول الجوار تعتبر نشر الصواريخ عملا استفزازيا, لا يهدد أمن الإقليم فقط وإنما يهدد الشعب التركي ذاته.‏

وزارة الخارجية السورية أعلنت عن إدانة دمشق للحكومة التركية لإقدامها على «خطوة استفزازية جديدة» تجاه سورية متمثلة بتقديمها طلباً إلى حلف شمال الأطلسي «الناتو» لنشر منظومة صواريخ «باتريوت» بالقرب من الحدود السورية، وذلك في محاولة لإيهام الرأي العام التركي بوجود خطر قادم من سورية، وقالت لقد سبق لحكومة أردوغان أن حشدت وحدات من الجيش التركي على هذه الحدود وفتحت الأراضي التركية لتدريب وتسليح الآلاف من الإرهابيين السوريين وغير السوريين وقامت بتهريبهم عبر الحدود بهدف سفك الدم السوري، وأضافت: إن سورية إذ تحمل حكومة أردوغان وحدها مسؤولية عسكرة الأوضاع على الحدود السورية التركية وزيادة التوتر والإضرار بمصالح الشعبين الصديقين تؤكد للشعب التركي عدم وجود أي مبرر للقلق لأن سورية تحترم سيادة وحرمة الأراضي التركية وتحرص على مصالح الشعب التركي وتسعى لإقامة أفضل العلاقات مع هذا الشعب الجار والشقيق.‏

موسكو اتخذت موقف الحذر من فكرة نشر الصواريخ وبأنه يخلق مشكلات أكثر مما يطرح من حلول، حيث حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من أن نشر «الباتريوت» يزيد من مخاطر زعزعة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط مستقبلاً، ويزيد من مخاطر التسلح والصراعات المسلحة في المنطقة، لافتاً إلى أن أي عمل تحريضي يمكن أن يشكل السبب في زيادة المخاطر من استخدام الأسلحة، وقال لافروف إن الحياة تبرهن على أن تراكم الأسلحة يؤدي بالضرورة إلى مخاطر استخدامها مشيراً إلى أن أي استفزاز يمكن أن يتسبب في اندلاع نزاع مسلح جدي موضحاً أن بلاده تحاول بشتى السبل تجنب حدوث ذلك، مؤكداً رغبة بلاده في تفادي الأمر «بأي ثمن». كما أوضح ألكسندر غروشكو المندوب الروسي الدائم لدى حلف الناتو أن عملية نشر الصواريخ تعد خطوة واضحة لانجرار الحلف نحو ما يجري في سورية، وكانت الخارجية الروسية أكدت مراراً أن نصب صواريخ الباتريوت على الحدود التركية - السورية «سيخلق المشاكل ولا يحلها وأن هذه الخطوة تنطوي على تهديدات خفية».‏

أما طهران فترى أن نشر صواريخ باتريوت يزيد الوضع تأزماً، وحذرت تركيا من مغبة نشر الصواريخ على مقربة من حدودها مع سورية، معتبرة أن هذا الأمر سيؤدي إلى تفاقم الوضع، هذا ما أبلغه لاريجاني للمسؤولين الأتراك، وأضاف أن هذا الإجراء يترك آثار سلبية في المنطقة ويؤدي إلى تفاقم المشكلات فيها، ووضح رامين مهمنبرست المتحدث باسم الخارجية الإيرانية أنه تم التأكيد للمسؤولين الأتراك الذين التقاهم أن نشر الناتو للصواريخ له نتائج سلبية على المنطقة ويفاقم من مشاكلها. ووفقاً لخبر نشرته وكالة «دوغان» للأنباء التركية، بيّن حسين نقوي المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان الإيراني في مقابلة صحفية مع وكالة «ايسنا» إن نشر تركيا «باتريوت» على طول الحدود مع سورية يعني إعلان الحرب ضد هذه الدولة، مشيراً إلى أن ذلك سيتسبب بشكل حتمي في اندلاع حرب إقليمية بالمنطقة، كما طالب حكومة أنقرة فوراً بسحب طلبها بشأن الحصول على هذا النوع من الصواريخ، ودعا بلدان الشرق الأوسط لإظهار رد فعل حاد تجاه هذه القضية، وطالبها بتقديم شكوى بخصوص الموضوع إلى منظمة الأمم المتحدة، وحذّر البلدان الأوروبية من أن أي تدخل عسكري ضد سورية ستتمخض عنه أضرار بالغة الخطورة على أوروبا والمنطقة بأسرها.‏

وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندرس فوغ راسموسن إن نشر صواريخ «باتريوت» إجراء دفاعي بحت وسوف يشكل ردعاً لأعداء محتملين عن مجرد التفكير في شن هجمات، وكانت الولايات المتحدة وفرنسا أعربتا عن تأييدهما للطلب التركي ومن بين دول الأطلسي هناك ثلاث دول فقط تملك هذا النوع من الصواريخ هي الولايات المتحدة وهولندا وألمانيا.‏

إن لهاث أردوغان وأوغلو وغول، واستغاثتهم لحماية أمن تركيا ليس له علاقة بنيات دول الإقليم في تهديد الكيان التركي وإنما هو نتيجة حتمية لسياسات حزب العدالة والتنمية الحمقاء التي اختلقت المشكلات مع سورية وإيران والعراق وروسيا وغيرها من دول الإقليم ووظفت مقدرات الشعب التركي والموقع الجغرافي والمشكلات المصفرة سابقاً في خدمة المشروع الأميركي- الإسرائيلي في المنطقة, ولتصبح تركيا رأس الحربة في العدوان الظالم على الشعب السوري, وعلى مصالح دول الإقليم بالكامل.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية