ويكون بعيدا عن الهيمنة التي كانت تقوم بها الولايات المتحدة على مجمل السياسة الدولية في الفترة السابقة , ويرى البعض أن وصول باراك اوباما إلى سدة الرئاسة لولاية جديدة قد تشهد السياسة الأمريكية مزيدا من المرونة فيما يخص الدرع الصاروخي والعلاقة بين موسكو وواشنطن .
البعض الآخر يرى أن الإدارة الأمريكية لايمكن أن تزج بنفسها في حرب جديدة في الشرق الأوسط وتحديدا في سوريا , وخصوصا أن الرئيس اوباما صور نفسه على انه لايريد مزيدا من الحروب بل يحاول تجنبها من خلال الانسحاب الذي تم من العراق والانسحاب الذي سيتم من أفغانستان , ويمكن القول إن اوباما يركز في الفترة القادمة على استخدام القوة الناعمة في الوصول إلى أهدافه الآنية أو المستقبلية .
البعض يرى أن فترة اوباما الثانية لن تشهد تغيراً كثيرا , وبكل الظروف أمر التدخل العسكري في بعض دول العالم لزمن طويل أصبح امرأ غير مقبول , وقد تعتمد الولايات المتحدة في الفترة القادمة على ضربات عسكرية سريعة في بعض المناطق التي ترى ضرورة لذلك اوتقديم الدعم والمساعدة ليس أكثر من ذلك .
الولايات المتحدة لها أهدافها في الشرق الأوسط وهي امن إسرائيل , الأمر الآخر بقاؤها مسيطرة على دول الخليج وهي بنفس الوقت تقف بقوة ضد أي تغيير في الخليج .
السياسة الأمريكية من هذه الرؤية التي تحدثنا عنها تقوم الولايات المتحدة بإيجاد حالة من الضعف والوهن في منطقة الشرق الأوسط وخصوصا موقفها مما يحصل في سوريا وهذا بالطبع يخدم إسرائيل والتي لها مصلحة قوية بإضعاف سوريا وهي بذلك تتخلص من إعادة الجولان , ولهذا نرى إصرارا أمريكيا لتدمير المقدرة السورية وهذا برأيها يخدم سياسة المحافظة على امن إسرائيل على المدى القريب أو البعيد , وبعض المراقبين يرون أن الولايات المتحدة ستتابع دعمها للمعارضة السورية وفق هذه الرؤية التي ذكرناها لإضعاف دور سوريا على المستوى القومي والوطني .
روسيا تدرك أبعاد السياسة الأمريكية في المنطقة والتي تقوم على الفوضى وهذا يضر على المدى القريب أو البعيد بالأمن الروسي وخصوصا كثرة التنظيمات السلفية والتي تحاول أن تنشر عدم الاستقرار , وتدرك أيضا خطورة الفوضى في الشرق الأوسط , وروسيا عندما تنشر صواريخ اس 400على حدودها الجنوبية هي تستبق الأمور في إيجاد ضوابط لحماية نفسها مستقبلا , ويرى بعض المراقبين أن نشر هذه الصواريخ لها علاقة بالرادار الذي نصب في تركيا إضافة إلى صواريخ الباتريوت فالرد كان بنشر الصواريخ الروسية التي ذكرناها .
الحكومة الإسرائيلية من خلال نتينياهويؤكد انه سيقوم بضرب إيران وهذا بالطبع لن يتم من دون موافقة الولايات المتحدة , وهذا يعني انه أي ضربة ستوجه إلى إيران هي ستكون بالتنسيق مع الولايات المتحدة بالرغم مما تقوله الولايات المتحدة أو ماتطرحه وأنها ستكتفي بالعقوبات , ولكن يرى بعض المحللين انه يصعب توجيه أي ضربة إلى إيران بسبب القوة التي تتمتع بها من جهة وتأثير ذلك إن وقع على إمدادات النفط وسيكون له تأثيرات سلبية على دول الخليج من زلزال يؤدي إلى تغيير طبيعة الأنظمة فيها وهذا كاف بحد ذاته أن يمنع الولايات المتحدة من توجيه أي ضربة إلى إيران ويبقى الكلام في هذا الإطار عبارة عن حرب إعلامية لااكثر كون إيران أصبحت دولة قادرة يصعب التأثير عليها .
سيبقى الملف الإيراني على حاله كون الولايات المتحدة لاتستطيع توجيه أي ضربة عسكرية على المدى القريب أو العيد والأسباب هو رفضها لأي تغيير في طبيعة الأنظمة في الخليج .
بكل الظروف الواضح أن السياسة الأمريكية في ظل اوباما لن تشهد تدخلات عسكرية بل ستتم المحاولات لردم الهوة بين موسكو وواشنطن إزاء القضايا العالمية العالقة وفق الرؤية الأمريكية التي ذكرناها والتي تعتمد على المحافظة على امن إسرائيل وإضعاف الدول التي تحيط بها والمحافظة على أنظمة الخليج وكل مايأتي بعد ذلك سيبقى قابلا للتفاوض مع روسيا .