تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


قرار الضم باطل ولاغ.. والجولان في القلب

شؤون سياسية
الخميس 13-12-2012
 محرز العلي

يصادف غداً يوم الجمعة ذكرى القرار الإسرائيلي المشؤوم بضم الجولان السوري المحتل منذ عام 1967 حيث وافقت الكنيست الإسرائيلية على قرار حكومة مناحيم بيغن بتاريخ 14/12/1981

والذي ينص على تطبيق قانون الكيان الصهيوني على مرتفعات الجولان والعمل بنص هذا القرار من ذلك التاريخ ليؤكد الكيان الصهيوني بذلك أنه قائم على التوسع والاستيطان ضارباً عرض الحائط بالمواثيق والأعراف الدولية ومتجاهلاً الحقائق التاريخية والجغرافية والسياسية للجولان المحتل وارتباطه الوثيق بالوطن الأم سورية..‏

هذا القرار المتطرف والذي يخالف نصوص ميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي والقرارات الصريحة لمجلس الأمن وأحكام معاهدة جنيف الموقعة في 12 آب سنة 1949 المتعلقة بحماية المدنيين في أوقات الحرب قوبل بحراك سياسي سوري مباشر تمثل بإصدار الحكومة السورية بياناً حذرت فيه من الآثار الخطيرة التي سيخلفها قرار الضم وأن سورية ستحتفظ لنفسها بحق الرد واتخاذ الإجراءات المناسبة واعتبرت القرارخرقاً فاضحاً للقرارات الدولية ولاتفاقية فصل القوات في الجولان التي تم التوصل إليها عام 1974 وبمثابة إعلان حرب على سورية طالبة في الوقت نفسه عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لبحث التداعيات الخطيرة لهذا القرار العنصري المشؤوم وإصدار قرار بإلغاء القانون الإسرائيلي وتطبيق ميثاق الأمم المتحدة وفرض العقوبات على العدو الإسرائيلي.‏

لقد حقق الحراك السوري على المستوى السياسي نتائج إيجابية لجهة إدانة قرار الكيان العنصري الإسرائيلي والتي تمثلت باستنكار وإدانة عربية ودولية واسعة للقرار الإسرائيلي وبإصدار مجلس الأمن القرار 497 تاريخ 19/12/1981 والذي أكد فيه أن اكتساب أراضي الغير بالقوة أمر مرفوض بموجب نصوص ميثاق الأمم المتحدة ويعتبر القرار الذي اتخذته إسرائيل بفرض قوانينها وتشريعاتها ونظمها الإدارية على الجولان المحتل باطلاً وكأنه لم يكن وعديم الأثر قانونياً على الصعيد الدولي وطالب بإلغاء القرار فوراً دون إبطاء مؤكداً أن أحكام معاهدة جنيف لاتزال سارية على الأرض السورية التي تحتلها إسرائيل منذ حزيران سنة 1967.‏

كما أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً أدانت فيه عدم انصياع إسرائيل لقرارمجلس الأمن رقم 497 معتبرة فرض إسرائيل لقوانينها على الجولان السوري المحتل يشكل عملاً عدوانياً طبقاً للبنود الواردة في الفقرة 39 من ميثاق الأمم المتحدة وطبقاً لقرار الجمعية العامة رقم 3314 كما اعتبرت الجمعية العامة القرار الإسرائيلي بضم الجولان لاغ وباطل وليس شرعياً من الناحية القانونية وليس له أثر البتة، وأن كافة الأعمال المتعلقة بالقرار الإسرائيلي غير قانونية ولاغية ويجب عدم الاعتراف بها.‏

إن الحراك السياسي للحكومة السورية وفور الإعلان عن قرارضم الجولان من قبل الكيان الصهيوني رافقه تحرك شعبي قام به أهلنا في الجولان المحتل وحولوا القرار الإسرائيلي إلى مجرد حبرعلى ورق وذلك نتيجة رفضهم القاطع للتعامل مع الإجراءات الإسرائيلية التي حاولت سلبهم هويتهم الوطنية وإرادتهم في التمسك بالوطن الأم سورية مؤكدين بذلك عمق انتمائهم الوطني وعدم تخليهم عن الهوية السورية مهما بلغت التضحيات:‏

لقد أدرك أهلنا في الجولان خطورة المؤامرة الإسرائيلية في الجزء المحتل في الجولان منذ احتلاله وسعي الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة لضم الجولان تدريجياً.. ولذلك قرروا الرد بطريقتهم الخاصة لإفشال المخطط الإسرائيلي وذلك بإعلان الوثيقة الوطنية والتي حدد فيها الانتماء الوطني والقومي واتخذت فيها نقاطاً اعتبرت دستوراً ملزماً للوطنيين السوريين في الجولان وبعد صدورقرار الضم دافع أهلنا عن انتمائهم التاريخي والحضاري لأمتهم وشعبهم كما يحتمه الواجب والوطني والقومي والإنساني فكانت وقفتهم الجماهيرية الشعبية الواحدة لانتزاع حقوقهم وتمسكهم بالهوية الوطنية واعتبار الجولان أرضاً عربية سورية محتلة فكان إعلان الاضراب العام في 14/2/1982 احتجاجاً على قرار الضم واعتبروا الاضراب مفتوحاً حتى تتحقق مطالبهم المتمثلة باحترام سلطات الاحتلال لمشاعرهم الوطنية والدينية وعدم المس بها ورفع كافة الضغوطات التي تمارسها إسرائيل بحق أبناء الجولان وعدم فرض الجنسية الإسرائيلية وكان لذلك أثركبير في فرض إرادة الجولانيين على سلطات الاحتلال الإسرائيلي والتي فشلت فشلاً ذريعاً في تحقيق مخططها العدواني في الجولان المحتل.‏

إن المواقف المبدئية والثابتة للقيادة السورية ولاسيما لجهة التمسك بالحقوق المشروعة وعدم التفريط بذرة تراب من الأرض السورية المحتلة والتفاف الشعب السوري حول قيادته والتعبير عن تمسكه بأرضه وحقوقه ورفض المساس بالقرار الوطني المستقل جعل من سورية عرضة لمؤامرة كونية حيث يصادف ذكرى قرار الضم المشؤوم هذا العام مع حملة شرسة تتعرض لها سورية بسبب مواقفها المقاومة للاحتلال والممانعة لمشاريع الهيمنة والتقسيم حيث تقوم الولايات المتحدة الأميركية مع حلفائها من الدول الغربية الاستعمارية وعملائها في تركيا والتابعين لها من حكام قطر والسعودية بمحاولة إضعاف سورية والنيل من صمود شعبها عبر دعم الجماعات الإرهابية المسلحة بالمال والسلاح وتشجيعهم على بث الفوضى وارتكاب الجرائم والمجازر بحق البشر والشجر والحجر من أجل استنزاف طاقات الشعب السوري وكسر إرادته وإلهاء الجيش العربي السوري بقضايا داخلية وحرفه عن مهمته الأساسية في استرجاع الجولان السوري من براثن الاحتلال الإسرائيلي ولكن الشعب السوري الأبي وأهلنا في الجولان المحتل الذين عبرواعن حبهم لوطنهم والتفافهم حول قيادتهم وجيشهم العربي السوري البطل سوف يفشلون المخططات الاستعمارية المعادية كما أفشلوها من قبل ولن يتنازلوا عن تحرير الجولان المحتل من آخر ذرة تراب مهما بلغت التضحيات ليكون الجولان في قلب سورية كما هو في قلب كل مواطن سوري وطني شريف يرفض الاملاءات الخارجية ويحرض أن تبقى سورية قلعة شامخة وقلب العروبة النابض.‏

mohrzali@gmail.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية