بين المنصور... وأبي دلامة
ســاخرة الخميس 13-12-2012 كان «أبو دلامة» واقفاً بين يدي المنصور، ولما طال وقوفه ولم يعره المنصور اهتماماً، تنخ فالتفت إليه وسأله: ما حاجتك، يا أبا دلامة؟ قال: كلب أصيد به، قال: أعطوه كلباً..فقال: ودابة أركبها، وأجري بها خلف الصيد، قال: أعطوه دابة.
فقال: وغلام يحمل الصيد، ويقود الكلب. قال: أعطوه غلاماً.
فقال: وجارية تطبخ لنا ما نصيده وتطعمنا، فقال: أعطوه جارية.
فقال أبو دلامة: هؤلاء يا أمير المؤمنين عبيدك، ولابد من دار تجمعهم ويسكنون فيها. قال: أعطوه سكناً، فقال: وإن لم تكن لهم ضيعة يزرعونها، فمن أين يعيشون؟ قال: قد أمرنا لك بمئة جريب- وحدة قياس تعادل الفدان- عامرة، ومئة جريب غامرة، فقال: فأما العامرة فنعرفها، فما تلك الغامرة؟ قال: مالا زرع أو نبات فيها. فقال أبو دلامة:
قد أقطعتك أنا يا أمير المؤمنين خمسمئة ألف جريب من فيافي- صحراء- بني أسد، فضحك المنصور وقال: اجعلوها عامرة.
--أبو دلامة زيد بن الجون(وفاته 161 هـ=778 م) شاعر مطبوع من أهل الظرف والدعابة، أسود اللون، اتصل بالخلفاء العباسيين فكانوا يستلطفونه ويغدقون عليه الزركلي في الأعلام)
|