تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


أكل

ســاخرة
الخميس 13-12-2012
 أكرم الكسيح

أصرّ أحد الزملاء عندما زرته على تناول الطعام معه وألح كثيراً فاعتذرت بحجة أنني متخم ولكنه بادهني بالقول: أعرف أنك لا تفطر، والآن أصبح الوقت بعد الظهر ولم تتناول الطعام، فقلت له إنني متخم، فقال:

ماذا أكلت، فقلت: آكل هم الناس المعترين، الذين يمضون يومهم موزعاً منذ الصباح الباكر في الوقوف بالدور لساعات لشراء الخبز وبعدها في طابور الغاز والمازوت وهكذا يمضي يوم بعد آخر وبالنسبة للغاز والمازوت ع الوعد يا كمون، ناهيك عن طابور السكر والرز، مع العلم أن الكاتو متوفر ولا زحمة عليه، لا نريد أن نضع اللوم كما يفعل البعض على الجهات الحكومية، ففي ظل الظروف الطارئة التي نعيشها تقوم هذه الجهات بتأمين استطاعتها من المواد الأساسية للمواطنين لكن تجار الأزمات يضاعفون استغلالهم للمواطنين وتعتبر هذه الظروف تربة خصبة لهم، فتصوروا وعلى عينك يا تاجر يتم بيع المازوت بأكثر من ستين ليرة لليتر الواحد وفي وضح النهار من قبل الباعة الجوالين، وخاصة على الطرقات العامة وكذلك الغاز حتى أن سائقي السيارات والسرافيس يعملون على وضع تسعيرة خاصة بالأسعار التي يفرضها الواقع ويقومون بزيادة التعرفة بناء على ذلك، فإلى متى يبقى هؤلاء يسرحون ويمرحون على هواهم والتحكم بقوت المواطنين.‏

حتى أنهم اتخموا وأقصد تجار الأزمة من كثرة الهبش واللطش من جيوب الغلابة المساكين مع نفسيات والعياذ بالله وإلى متى يظل المواطن عرضة لطمع وبلطجة هؤلاء، حتى الخبز تتم المتاجرة به فأحياناً تباع الربطة الواحدة بأكثر من خمس وثلاثين ليرة.‏

وبالمناسبة أحد تجار هذه الأزمة كان أكله وطعامه الرئيسي الأخضر واليابس فملّ هذه الأكلة وباح لصديقه بأنه يريد أن يغير هذه الأكلة، وعندما سأله صديقه عن أكلته الجديدة المفضلة فقال له: أريد أن آكل البيضة وتقشيرتها.‏

ونخاف من هذا الطماع وأكلته الجديدة أن ينضم طابور جديد للطوابير السابقة اسمه طابور البيض رغم ارتفاع سعره وتذبذبه بين محل وآخر، فحتى البيض لم يسلم من جشع وطمع تجار الأزمة، إلا أننا ننصحه بأكلة لا ينافسه فيها المواطن يتناولها لمرة واحدة ويريحنا ويرتاح وهي الزرنيخ، ولكي نطمئنه أكثر نستطيع تأمينه له بالمجان، صدق المثل القائل: قالوا للطماع خذ نصف الدنيا وارتح، فقال: والنصف الآخر لمن؟!‏

الشتاء بدأ، والمازوت تأخر، وانقطاع الكهرباء لفترات طويلة أطلّ من جديد نتيجة الاستجرار الزائد للكهرباء من أجل التدفئة.‏

(بالمناسبة عندما كتبت كلمة انقطاع الكهرباء انقطعت الكهرباء في نفس الوقت من كتابة الكلمة وسأضطر لكتابة بقية الأسطر على ضوء الشمعة.‏

بعد الأخير:‏

سأل الأب ابنه: هل أجبت بشكل جيد في المذاكرة ، فأجابه المذاكرة احتوت على خمسة أسئلة، السؤالان الأول والثاني لم أجب عليهما، والأسئلة الثلاثة الأخرى لم أعرف اجابتهما!‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية