بينت دراسة حديثة أن الصداقة بين الرجال والنساء في الوقت الحاضر أصبحت ممكنة في إطار أجواء العمل المشتركة، وذلك بناء على الأحكام المسبقة التي نشأت خلال الحقبة التي كانت تتواجد فيها النساء في المنزل فقط ولم يكن يختلطن كثيرًا بالرجال في أماكن أخرى، أما عند الاختلاط بهم فكان ذلك يتم في إطار علاقة رومانسية فقط.
وأشارت الدراسة إلى أنه «من الطبيعي للرجل أن ينظر إلى صديقته بشكل مختلف عن نظرته إلى زوجته وبالتالي تنشأ موانع معينة عند التطرق إلى مواضيع محددة، ولذلك ففي مثل هذه الأوضاع يمكن للرجل أن يثمن النظرة النسائية للأمور التي تقدمها الصديقة التي تتحدث بشكل أكثر صراحة ومباشرة من الزوجة طالما أنها لا تفكر بهذا الصديق كزوج وكأب مستقبلي محتمل للأولاد».
وأضافت أن «الغيرة تهدد الصداقة، حيث إن بعض الناس لديهم مشكلة حقيقية في التعامل مع هذا الأمر والقبول أن شريكهم الحياتي يتحدث عن قضاياه الخاصة لأناس آخرين ويرتبط معهم بعلاقة وثيقة، لكن من الناحية المقابلة فإن هذه الغيرة تظهر في الأغلب ليس فقط تجاه الصداقات مع الجنس الآخر وإنما أيضا في العلاقة مع نفس الجنس الأمر الذي يعتبر مثالا نمطيا على المرأة التي تغار من أصدقاء زوجها بسبب إمضائه معهم جزءا من أوقات فراغه، وتضيف إذا كان الإنسان لديه ميل نحو الغيرة فإن من المؤكد أنه يتحمل بصعوبة قيام صداقة بين شريكه الحياتي وطرف من الجنس الآخر»
لمى صحفية تؤيد صداقة العمل أو الزمالة إذا كانت في حدود الأخلاق والضوابط، وما تسمح بها عادات وتقاليد المجتمع، وأضافت: لا يفترض أن يعترض الزوج على ذلك، فعلاقتي بزملاء العمل تحكمها ضوابط وحدود، وفي حال تبادل الأدوار ما يسري عليَّ يسري على زوجي، فلن أمنعه من علاقته بزميلاته في حال كانت محدودة داخل نطاق العمل.
محمد..موظف أرفض رفضاً قاطعاً أن تكون لزوجتي علاقة برجل آخر، سواء زمالة عمل أو صداقة، وقال: في البداية نحن مجتمع محافظ جداً تحكمه عاداته وتقاليده، بعيداً عن الحرام والحلال؛ لذلك أرفض تماماً أن تنشئ زوجتي علاقة تحت أي مسمى مع رجل آخر.وبالنسبة لي وبحكم مجال عملي الذي توجد به زميلات في القسم النسائي، أحرص دوماً على أن تكون اتصالات العمل في وقت العمل، ولا أقبل أي اتصال من أية زميلة عمل في أوقات راحتي في بيتي؛ لذلك تجدني أمتنع عن الرد على أية اتصال في الأوقات التي تجمعني بزوجتي.
علم النفس يرى إنه لكي نغيِّر فكراً لابد أن نغيِّر ثقافة المجتمع، ففكرة تقبل الجنس الآخر هي فكرة مخالفة للثقافة الاجتماعيَّة الموجودة في مجتمعنا حيث يعتبر هذا النوع من العلاقات تحت مجهر الخطأ رغم أنَّه قد يخلو من الخطأ، وتكون العلاقة في نطاق النور.ونجد أنَّ ذات الأشخاص إذا انتقلوا إلى مجتمع آخر أكثر انفتاحاً فسيتغير فكرهم، ويصبح هناك قبول للجنس الآخر، على مستوى الصداقة أو الزمالة؛ لذلك فالثقافة المتوارثة والعادات والأفكار هي التي تحكم ذلك الرفض، وقد تكون فكرة ذكوريَّة تعود إلى احتكار المرأة، حيث يجيز الرجل لنفسه أن تكون له صديقة أو زميلة، ولا يتقبل ذلك من زوجته. لكن بحكم العصر المتجدد الذي نعيشه الآن، أصبح الانفتاح والاختلاط من الأمور الضروريَّة في حياتنا العمليَّة