بهذا التعريف بدأ الدكتور بشير بلح محاضرته العلمية تحت عنوان الجينوم وتحديد نوع المورثات في ثقافي المزة بدمشق وأضاف أن الموروثة gene قطعة من الدنا الموجودة في الصبغي مؤلفة من سلسلتين واحدة مرمزة، وأخرى مرصافية، ومن خلال الجينوم فهناك مورثات لمتعددات الببتيد وهي تشكل مايزيد عن 90٪ من مجموع كامل المورثات ترمز هذه الجينات لاصطناع الدنا الرسول الذي يترجم في السيتوبلاسما إلى بروتينات تبني الإنسان بناءً كاملاً بخلاياه وأنسجته وأعضائه وجميع وظائفه الفيزيولوجية وكل مظاهر الحياة من تفكير وسلوك وإحساس وحركات إرادية وغير إرادية ونوم وأحلام وإنجاب وتكوين أسرة ومجتمع وحضارة وموت، وفيما يتعلق بجينات الرنا بين المحاضر أنها جينات هامة وعددها حوالي 3000 جين وتشكل 10٪ من مجموع الجينات وهي لاترمز لتركيب البروتينات ولكنها تقوم بتنظيم عمل الجينات للببتيدات المتعددة ووصل الرنا في النواة وتكوين الإشارات المختلفة في تنظيم السيرورات الحيوية الهامة.
أنماط الدنا
أوضح الباحث أن للدنا أنماطاً متعددة منها نمط الدنا وحيد النسخة الذي يشكل حوالي 45٪ من الجينوم، كما يشمل المورثات المرمزة للبروتينات بحدود 1،5٪ بالإضافة إلى دنا المورثات التي تقوم بدور تنظيمي هام بحدود 3٪ ويوجد معظم دنا هذه المورثات في تسلسل الديكسونات. والإينترونات، والنمط الثاني هو نمط الرنا المتكرر الذي يضم 55٪ من دنا الجينوم وهي التسلسلات التي تتكرر أكثر فأكثر، وغالباً ماتصل إلى آلاف المرات ويضم صفوف الدنا المبعثر القصير والدنا المتكرر المترادف والدنا التابعي، وتوجد فيها العناصر المتحركة المعروفة باسم الترانسبوزونات وهي عناصر متحركة تعرف باسم الجينات القافزة، التي تمتلك القدرة على الاندماج في مواقع مختلفة من الجينوم. محدثة تغيراً في التعبير الوراثي وتغيراً في النمط الظاهر للفرد كما أن للتوابع القصيرة أهمية في تحديد مواقع الجينات. وأضاف المحاضر أن الجينوم يساعد في وضع الخرائط الجينية ( الأطلسي) على الصبغيات وتحديد تسلسل أسس الدنا في الجينات البشرية وفي دراسة القضايا الاجتماعية والقوانين والأخلاق و دراسة التطور على المستوى الجزيئي ودراسة أسباب الصحة والسلامة ودراسة الأمراض الوراثية وتحديد الطفرات على مستوى الأساس الواحد في تسلسل الجينوم.
المعلومات الوراثية
وبين المحاضر أن المعلومات الوراثية عبارة عن مجموع المعلومات المرمزة المخزنة في تسلسل أسس الجينوم- الدنا- داخل نواة البيضة الملقحة والتي تضم ملايين الرموز( أحرف الجينوم) التي إذا ماقرأت خلال التنامي الجنيني فإنها تعطي فرداً كاملاً من نوع أبويه، حيث تطور جنين الإنسان من منظور جزئي يبدأ بخلية واحدة غير متخصصة وينتهي بأكثر من 220 نمطاً متخصصاً من الخلايا مشكلة كافة أنسجة الجسم المختلفة بالتالي تعطي فرداً كاملاً بنيوياً ووظيفياً وفكرياً. ولقد تمكن العلماء من دراسة كل المورثات في الجينوم ودراسة بروتيومها الدينا مي المتغير من دقيقة إلى أخرى في الاستجابة إلى عشرات الألوف من الإشارات القادمة من الداخل والخارج معاً، والتي تعمل كلها في شبكات ودارات مترابطة بهدف تناغم كيميائية الحياة وتناسقها ضمن مفهوم الشفرة الوراثية المخزنة في دنا الجينوم عبر سيرورتي الانتساخ والترجمة وهذه هي الوراثة في بناء الحياة وانتقالها ثابتة على استمرار الأجيال وتشابه كل جيل مع الجيل السابق.
المعلومات الوراثية واللغة
أوضح المحاضر أن الحياة مؤتمتة ومبرمجة ضمن شبكة من دارات المعلومات الوراثية المخزنة في تسلسل أسس دنا الجينوم، حيث يمتلك الإنسان من الجينات حوالي/2500/ جين تعمل كلها في نظام مؤتمت فيما بينها وبين مايحيط بها الوسط الحي والوسط البيئي غير الحي لتعطي في نهاية التمايز إنساناً سوياً، ،من هنا تشبه الأتمتة الوراثية أتمتة اللغة العربية فلغة المعلومات الوراثية المبرمجة في الجينوم مؤلفة من أربعة حروف هي الأدنين(A) والتمايمين (T) والغوانين (G) والسيتوزين ( C)تتسلسل في كلمات ثلاثية الأحرف لتشكل مليارات الكلمات ( لأن احتمال تغير الحرف الواحد في التسلسل هو 1،4 للقوة ثلاثة آلاف مليون وتتوزع هذه الكلمات في رسائل وراثية تحملها الجينات لبناء الحياة، وهذه هي المعلومات الوارثية المخزنة في دنا الجينوم والثابتة في انتقالها وفي عملها مع البروتيوم والترانسكربتوم وفي تدفقها من دنا إلى دنا عبر الخط الخالد للحياة، وأيضاً في تدفقها من دنا المتعضيات لإعطاء كائن حي من نوع أبويه، ويرى واطسن في كتابه أن المعلومات الوراثية تحمل الحياة من أدنى المتعضيات إلى أرقاها حتى الإنسان، ولو ترجمت هذه المعلومات لبلغت من الكتب أكثر مافي مكتبة الفاتيكان في روما. وأيضاً بالمقارنة مع اللغة العربية المؤلفة من 28 حرفاً تتشكل مليارات الكلمات التي تتجمع في فصل معين وتتجمع الفصول لتنظم كتاباً كاملاً أو كتاباً موسوعياً، وكذلك تتجمع الرسائل الوراثية معاً في الجينوم لإعطاء كائن حي سوي، وعلى هذا ترجمت المعلومات الوراثية في بني البشر لبلغت ملايين الكتب وهذا الترميز في الجينوم أو في اللغة العربية هو الأساس في التخاطب والحضارة والثقافة وبناء الأجيال الحية عبر التطور.