تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


لنتجدد....

ارآء
الخميس 13-12-2012
  هنادة الحصري

هل ثمة مكان للتفاؤل وأنا أقف على حافة أسئلة ملأتني بتكويناتها أوليس حرفي فضاء آخر لحواسي الكثيرة.

تنخرط روحي داخل مرارة هذا الواقع العربي المؤلم بكل هشاشته وتراكم حمولتنا المعرفية عما يخطط له فما هذا الانحدار الحضاري الذي وصلنا إليه نحن العرب.. وهل هناك يأس من تقدم مجتمعاتنا العربية بعد هذا الانهيار المريع؟‏

يرجع علماء الاجتماع انهيار الفرد اجتماعياً ونفسياً إلى تلقيه منظومة تربوية فاشلة تجعله يجنح لتحطيم الآخر..‏

وللأسف هذا ما طال الفرد العربي فقد توارث عن أهله تعاليم دينه فهي عبارة عن طقوس تؤدى تحت مسمى عبادة دون فهم صحيح لهذا الدين مع أن الرسالات السماوية جميعها تدعو إلى أن يكون أداء الفرد الاجتماعي فعالاً ومؤثراً في المجتمع «المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص بعضه بعضاً» ولكن الذي يحصل أن الفرد العربي إنسان سحقته المادة والعلاقات الاجتماعية المهلهلة.‏

ونتيجة لذلك نشأت هناك علاقة مرضية قائمة بين الدين والأفراد فالدين لا يأمرنا الا بعكس ما نتصرف فكيف نستطيع اقناع إنسان يقول إنه مسلم ويصلي بأن الغش حرام والربح الفاحش حرام، وأذى الآخر حرام، والأنكى من ذلك كل ما يرتكبه هذا الإنسان من غش واستغلال و... لاشيء أما أن تظهر زوجته أو ابنته دون غطاء للرأس فهو الحرام بعينه!‏

إن الدين هو وسيلة للشفاء فلا بد من تصفية الأديان من الدخيل عليها ليظهر الدين الحقيقي لأن هناك أشياء كثيرة اكتسبت قداسة الدين دون أن تمت للدين بصلة.‏

نحن مطالبون بتغيير كل هذا الإرث العفن بالتعاضد مع دعاة منفتحين يعملون بذهنية متحركة وليست جامدة مؤهلين ثقافياً وفكرياً لتوصيل الخطاب الديني بعيداً عن كل مدع للدين.‏

إنها عملية ليست جداً صعبة ولكنها تحتاج لإرادة نعترف فيها بتقصيرنا ثم ننطلق لنكون فاعلين دون أن نسقط أخطاءنا على الآخر.‏

ألا نذكر كيف نهضت الشعوب الأوروبية ونفضت عنها غبار القرون الوسطى يقول وول ديورانت: «أن ميلاد كل حضارة كان تلك التحديات الكبيرة التي أثارت الشعوب فأثارت فيها روح التغيير والحركة لقهر التخلف».‏

hunada@ housri.com‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية