التي تعصف في الكثير من دوله قد انتهت, ولم يبق أمام الدول الاستعمارية سوى القضاء على النهج العروبي المقاوم الذي يقضّ مضاجعها, ومن هنا فان اجتماع الأعداء في مراكش جاء استكمالاً لفصول المؤامرة, ومحطة جديدة لإعداد المزيد من السيناريوهات العدوانية لاستهداف سورية وشعبها.
إذا هو مهرجان آخر اعتاد فيه المتآمرون على صناعة أكاذيبهم وأباطيلهم وتسويقها على أنها حقائق ووقائع, في محاولات يائسة لتمرير مخططاتهم المشبوهة والتي دفع الشعب السوري ولم يزل أثماناً باهظة في التصدي لها, فيعيدون تقاسم الأدوار فيما بينهم لممارسة هواياتهم المشتركة في القتل والتدمير والتخريب, دون أي وازع من ضمير, لتنبري فيما بعد وسائلهم الإعلامية المأجورة في تبرير ما ارتكبوه من إثم وعدوان, ودائماً تحت مزاعم الحرية والديمقراطية.
الأنكى أن جامعة الأنظمة العربية أصبحت تنوب عن أعداء الأمة في تنفيذ أجنداتهم, فتسخّر كل جهودها لإضعاف سورية بدل الدفاع عنها, ولا تترك مناسبة إلا وتستغلها في استجداء التدخل العسكري ضد الشعب السوري الذي تدّعي زوراً وبهتاناً الحرص عليه, والمضحك أكثر أن مختطفي تلك الجامعة في مشيخات النفط والغاز يضعون كل إمكانياتهم من أجل القضاء على حضارة سورية الضاربة جذورها عمق التاريخ وباسم الحرية والديمقراطية أيضا, وهي كلمات غير موجودة في قاموس حكمهم الاستبدادي في الأصل, فينفقون الأموال الطائلة لتأجيج الأوضاع أكثر ليقينهم التام بأن انتهاء الأزمة يعني حكما انهيار عروشهم وكراسيهم المتهاوية.
والمستهجن أن دولاً كأميركا وفرنسا وبريطانيا التي تقود المستعربين الجدد, تعتبر نفسها صديقة حميمة للشعوب, وهي صاحبة تاريخ استعماري, ويشهد سجلها الأسود على ارتكابها أفضع الجرائم بحق الإنسانية جمعاء, فهي تمارس إرهابها المنظم ضد الشعوب تحت ذرائع الديمقراطية وحقوق الإنسان وهي أكثر الدول انتهاكا للحقوق والحريات, وتدّعي الحرص على حرية الشعوب في تقرير مصيرها وهي الأكثر متاجرة بدماء تلك الشعوب لتحقيق مصالحها الاستعمارية.
اجتماعات ولقاءات الأعداء مهما تكررت واتخذت من تسميات, فان نتائجها لن تثني السوريين عن مواصلة مسيرة البناء والتحديث, والارتقاء بسورية إلى مصاف الدول المتقدمة لتكون أنموذجاً يحتذى في الديمقراطية والحرية, بالفعل والمضمون, وليس وبالشكل والشعارات.