في مرحلة خطيرة تمر بها تونس، والتي تشهد مؤخراً تنامياً لظاهرة العنف السياسي والديني.
حالة من القلق الأمني يعيشها التونسيون مع تصاعد عمليات العنف وتردد الأنباء عن نشاطات لجماعات تكفيرية سلفية تعمل على استغلال حالة الفوضى السياسية في البلاد حيث أعلنت وزارة الداخلية التونسية أمس أن الأمن التونسي عثر في ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء على عبوة ناسفة في حافلة لنقل الركاب بمركز ولاية القيروان، وتمكنوا من إبطال مفعولها.
ونقلت أ ف ب عن الوزارة قولها قولها «إن المعلومات الأولية تفيد أنه تم العثور على صندوق كرتوني صغير طوله 20 سنتيمتراً وعرضه 10 سنتيمترات يحتوي على بطاريتين مثبتتين بأسلاك كهربائية وكيس بلاستيكي به مادة بنزين».
وأشار مسؤول بالشركة الجهوية للنقل بولاية القيروان المملوكة للدولة إلى أن العبوة عثر عليها مساء أمس الاول في حافلة كانت ستقوم برحلة نحو مدينة سوسة.
وأضاف المصدر « أبلغت مسافرة سائق الحافلة أن رجلاً يرتدي معطفا أخضر وضع صندوقاً كرتونياً داخل الحافلة ثم نزل».
كما قال مصدر تونسي إن الأمن التونسي فقد أثر مجموعة مسلحة قتلت الاثنين الماضي عنصراً بجهاز الحرس الوطني في ولاية القصرين قرب الحدود مع الجزائر.
وأضاف المصدر « انتقلت عمليات التمشيط الأمني إلى جبل الشعانبي إثر ورود معلومات غير مؤكدة من حراس غابات حول وجود رجال مسلحين» في الجبل الواقع شرق المنطقة التي قتل فيها العنصر التونسي.
من جهة أخرى تم ضبط كميات جديدة من الأسلحة فيما تحاصر قوات عسكرية مجموعة مسلحة في جبال محافظة القصرين، حيث أعلنت السلطات التونسية مساء الثلاثاء عن ضبط المزيد من الأسلحة والذخائر الحربية في مدينة «تاجروين» من محافظة الكاف الواقعة على بعد نحو 170 كيلومتراً شمال غرب تونس العاصمة، وأوضحت أن الأسلحة عُثر عليها داخل مخبأ يُعتقد أنه يعود لمجموعات لها صلة بتنظيم «القاعدة» في بلاد المغرب الإسلامي، الذي بدأ يكثف نشاطه في تونس.
وعثر الأمن التونسي على بطاقة هوية جزائرية وشريحة هاتف محمول تونسي وبقايا أطعمة في مخيم أقامته غرب تونس مجموعة مسلحة قتلت الاثنين عنصراً بجهاز الحرس الوطني «الدرك» التونسي حسبما ابلغ مصدر أمني الثلاثاء، وقال المصدر إن المخيم أقيم قرب بلدة درناية بمعتمدية فريانة الجبلية من ولاية القصرين القريبة من حدود الجزائر وأن وحدات خاصة من الأمن والجيش التونسيين باشرت تمشيط المنطقة بحثاً عن المسلحين، الذي لم يفضي إلى نتيجة، وأضاف أنه تم إغلاق 220 كيلومتراً من حدود تونس المشتركة مع الجزائر باستثناء معبر «بوشبكة» بمعتمدية فريانة الذي أخضع لإجراءات مراقبة مشددة.
وخلال الأسبوع الماضي ضبطت قوات الأمن التونسية أسلحة خفيفة ومتفجرات وأزياء أفغانية مع مسلحين حاولوا التسلل إلى البلاد في مؤشر على أن التنظيمات التكفيرية تعمل على استغلال حالة الفوضى السياسية والفراغ الأمني اللذين تسببت بهما حكومة حركة النهضة التي تتحالف مع قوى أصولية ذات علاقة بتنظيم القاعدة.