والقوى المتطرفة والارهابية والهدامة في سورية وتقديم دعم احادي الجانب لها بما يتعارض مع جميع قواعد القانون الدولي.
وأكد دوغين مدرس مادة الجيوسياسة في الجامعة الروسية في حديث لمراسل سانا في موسكو ان ما تشهده سورية من احداث ذات طابع خارجي ترمي إلى محاولة جهات خارجية فرض ارادتها وهيمنتها عليها بينما تنطلق توجهات القيادة السورية من وجهة النظر الجيوسياسية من المصالح الوطنية السورية وترمي إلى التعاون مع بلدان منطقة اوراسيا معلنا أن سورية تعد مكونا اساسيا بالتركيبة الجيوسياسية العالمية وليست مجرد حليف استراتيجي لروسيا وايران.
وقال رئيس منظمة اوراسيا ان روسيا تتبنى مواقف جادة ومسؤولة في مساعدة الشعب السوري وحماية استقلال وسيادة سورية والحيلولة دون اي تدخل خارجي في شؤونها وعلى السوريين ادراك ان روسيا معهم مؤكدا ان الامريكيين يستهدفون سورية وقيادتها لانها تحافظ على سيادتها واستقلالها وتقيم علاقات صداقة وتعاون مع روسيا وايران وهذا لا يرضي امريكا وحلفاءها المحليين والاقليميين وبوجه خاص قطر والسعودية.
واعتبر رئيس منظمة اوراسيا الروسية ان أهداف الولايات المتحدة ضد سورية تعيد إلى الاذهان وتذكر الروس بالدعم الذي كان الامريكيون يقدمونه للانفصاليين الشيشانيين موضحا ان روسيا تدرك تمام الادراك انها اذا تخلت عن سورية اليوم فان العربة ستوجه اليها فيما بعد واثر استهداف ايران لكون البلدان الثلاثة مترابطة فيما بينها من الناحية الجيوسياسية.
وشدد البروفيسور دوغين على ان الرئيس فلاديمير بوتين ووزير الخارجية سيرغي لافروف يعنيان هذه الحقيقة بالذات عندما يتحدثان اكثر فاكثر عن المسار الجيوسياسي لان روسيا تعتبر دولة اورواسيوية كبرى تقف ضد الارهابيين والمعارضين المسلحين الذين يتلقون الدعم والتأييد من قبل خصومها الجيوسياسيين.
ولفت البروفيسور دوغين إلى أن حديث الرئيس بوتين عن المصالح الجيوسياسية لروسيا في رسالته السنوية إلى البرلمان الروسي بمجلسيه يعني تأييده للرؤية الجيوسياسية للاحداث الجارية في العالم وأن السياسة الروسية اكثر ثباتا وواقعية وحزما واصرارا على تحقيق المصالح الوطنية الروسية مبينا ان معنى الجيوسياسة يكمن في وجود تناقضات ثابتة ومستمرة بين حضارة البر التي تمثلها روسيا وحضارة البحر لدول حلف الناتو والولايات المتحدة بالدرجة الاولى وبقية شركائها الغربيين.
واوضح دوغين ان المصالح الوطنية الجيوسياسية الروسية التي يتحدث عنها الرئيس بوتين ووزير الخارجية لافروف تتناقض تناقضا تاما مع المصالح الامريكية ولذلك يعمد الغرب إلى دعم القوى الرجعية في العالم وتكرار الفوضى وسفك الدماء كما جرى في ليبيا وافغانستان والعراق واثارة حرب داخلية تجلب الآلام والماسي للشعب السوري بينما تدعم روسيا القوى الديمقراطية الحقيقية والبناءة وتركز على ضرورة حل الازمة في سورية عبر حوار سياسي شامل بصورة سلمية وديمقراطية وعلنية مع رفض جميع اشكال التطرف والتدخل في الشأن السوري من قبل الدول الغربية.
وفي مقابلة مماثلة مع مراسل سانا أكد فلاديسلاف شوريغين رئيس هيئة تحرير مجلة جنود روسيا ان سورية تعد احد اقرب حلفاء روسيا الجيوسياسيين في الشرق الاوسط لافتا إلى متانة وتاريخية العلاقة الروسية السورية المتواصلة منذ عشرات السنين.
وقال شوريغين ان روسيا تقف إلى جانب سورية ضد اي تدخل خارجي وتصر على اجراء حوار داخلي بين السوريين انفسهم لانه لا بديل له لحل الازمة الراهنة فيها مذكرا بالمآسي التي جلبها التدخل الغربي في ليبيا ومنبها إلى مخاطر الرهان على العنف في سورية وما يمكن ان يسفر عنه.
واكد المحلل العسكري الروسي وجوب منع حدوث مثل هذا الامر في سورية لان القوى المتطرفة تتخلى عن نقاوة الاسلام وتستعيض عنه بالتيارات السلفية والتكفيرية وتمارس القتل الجماعي والعنف الشمولي بما في ذلك ضد المدنيين وهذا تدل عليه المذابح الرهيبة والتفجيرات الاجرامية التي ترتكبها هذه المجموعات.
وانتقد شوريغين اتخاذ الولايات المتحدة مواقف ذات وجهين من احداث سورية والعالم العربي لانها تعتبر احد اللاعبين الاساسيين في تحطيم ليبيا وهي تحاول تحقيق شعارات جورج بوش الصغير بالفوضى الخلاقة والشرق الاوسط الجديد ولكن بايادي قطر التي اخذت على عاتقها تنفيذ مشروع اسلامي في الشرق الاوسط تندرج في اطاره مهام الاطاحة بالدول العلمانية وسورية على وجه الخصوص واقامة انظمة اسلامية شمولية.
واوضح شوريغين ان قطر والسعودية تريان في سورية عائقا يحول دون تحقيق هذه الاهداف ولذلك تقومان بكل ما بوسعهما لزعزعة الاستقرار في سورية بمساندة من الولايات المتحدة التي اعترفت بائتلاف الدوحة ممثلا شرعيا للشعب السوري وهذا ما يتناقض مع كل القواعد والاعراف الدولية.
وقال الاعلامي الروسي في ظل هذا الواقع فان الحكومة التركية تبحث منذ عدة اشهر عن ذريعة للتدخل العسكري في الشأن السوري بدعم من حلف الناتو حيث يحاول المسؤولون الاتراك خلق مواجهات حدودية لافتا إلى ان نصب منظومات صواريخ باتريوت في الاراضي التركية جاء بعد منع روسيا اتخاذ قرار في مجلس الامن للتدخل العسكري ضد سورية وبهدف الالتفاف على منظمة الامم المتحدة وتأجيج الوضع فيها.