تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


مـــن صنــــع داعــــش ؟؟

عن موقع Press TV
دراسات
الثلاثاء 25-2-2014
ترجمة رنده القاسم

الكولونيل مايكل أكينو رجل ذو انجازات هامة. فقد طرد من «كنيسة الشيطان» لكونه شريرا جدا(كنيسة الشيطان في الأصل منظمة أو شبكة تضم مجموعة من الذين يمارسون عبادة الشيطان)،

و من ثم تمت محاكمته و تبرئته بأعجوبة من تهمة إساءة معاملة طفل ، لينال ترقيه كمسؤول عن كل برامج العمليات النفسية في جيش الولايات المتحدة الأميركية.‏

عندما وصف مؤسس جمهورية إيران ،الراحل آية الله الخميني، أميركا بالشيطان الأكبر لم يكن يمزح، و طرد الكولونيل من « كنيسة الشيطان» لكونه شريرا جدا أمر مؤثر ، اذ حدث أن ميليشيات الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) واجهت المصير ذاته، فطردت من القاعدة لكونها متطرفة جدا في إرهابها.‏

متطرفة في نظر القاعدة الارهابية؟؟؟؟!!!‏

عبر صحيفة نيويورك تايمز قال ويليام ماك كانتس المختص بالإرهاب في مؤسسة بروكينغز : «داعش الآن أكبر و أسوأ مجموعة عالمية إرهابية على كوكبنا». حكومة الولايات المتحدة الأميركية التي أكدت أنها تدعم فقط «الإرهابيين الجيدين» لا «الإرهابيين السيئين» في سورية، عليها الآن اضافة مجموعة ثالثة على القائمة و هي : الإرهابيين السيئين جدا جدا .‏

لابد أن الشعب الأميركي، الذي روعته بروبوغندا وسائل الاعلام لدرجة الاعتقاد أن بإمكان القاعدة تفجيره في أي لحظة أو اصابة الحكومة الأميركية بالجمرة الخبيثة عبر البريد ، يرتجف الآن من الخوف، فهناك مجموعة جهادية عالمية حتى القاعدة تعتبرها مرعبة! ماذا ستفعل حكومة الولايات المتحدة لحماية مواطنيها من أمثال داعش؟‏

سيصاب الأميركيون بالدهشة لو علموا أن حكومة الولايات المتحدة و حلفائها يسلحون داعش و يشجعونها و يدفعونها لارتكاب المزيد من الارهاب المتطرف .‏

بالعودة الى عام 2010، عندما كانت داعش تعرف بالقاعدة في العراق، عرف العالم أن السعودية، حليفة الولايات المتحدة الرئيسية، كانت تمول إرهابيي القاعدة، و استشهد واين مادسين الموظف السابق في وكالة الأمن القومي بمصارد استخباراتية أميركية قائلا: «انتقد ملك السعودية بشدة مسؤولي الاستخبارات في بلده بعد فضح وثيقة سرية، تظهر أن الرياض ترتبط بنشاطات إرهابية تقوم بها القاعدة في العراق. و قد أمر الملك عبد الله بن عزيز بتأليف لجنة خاصة للتحقيق في ترشيح المعلومات و إخباره عن المسؤولين في هذه القضية و تم اتهام حوالي سبعة و ثلاثين عضوا في خدمة الاستخبارات السعودية بضلوعهم في تسريب الوثيقة السرية، و قيل بأنهم اعتقلوا»‏

السعودية ليست الحليف الوحيد للولايات المتحدة الداعمة للقاعدة و فروعها في الشرق الأوسط. ففي الخامس من كانون الأول 2002 اشارت الـ BBC الى ادعاء رئيس الوزراء الاسرائيلي آرييل شارون عن كون القاعدة نشطة في غزه اذ قال: «نعلم أنهم هناك» و بعد ثلاثة أيام ذكرت الـ BBC أن السلطات الفلسطينية ألقت القبض على عملاء إسرائيليين يعملون على خلق خلايا قاعدة مزيفه في غزة ، فلا عجب أن شارون يعلم أنهم هناك.و ليس السعوديون و الإسرائيليون وحيدين ، بل يبدو أن الولايات المتحدة و الغرب بشكل عام يرعون «الإرهاب الإسلامي المتطرف» حول العالم، و كلما كان أكثر تطرفا كان الأمر أفضل.‏

في أفغانستان ، اتهم الرئيس حامد قرضاي القوات الأميركية بشن أسوأ الفظاعات الإرهابية في بلده و محاولة إلقاء اللوم على طالبان. و ذكرت واشنطن بوست بأنه «قدم قائمة تضم عشرات هجمات «رايات مخادعة»( false- flag أي عمليات سرية عسكرية او شبه عسكرية مصممة بشكل تبدو فيه و كأنها تمت على يد أعداء الدول التي قامت فعليا بالتخطيط لها و تنفيذها) التي يعتقد تورط حكومة الولايات المتحدة فيها... و قد ضمت القائمة التفجير الأخير و هجوم البنادق في مطعم لبناني في كابول، و هو واحد من أكثر الأعمال دموية التي استهدفت المجتمع الدولي في أفغانستان. و الهجوم الذي أدى الى وفاة واحد و عشرين شخصا بما فيهم ثلاثة أميركيين ، نسب بشكل شبه عالمي الى طالبان».‏

و يعتقد قرضاي أن الولايات المتحدة ترتكب إرهاب «الرايات المخادعة» في أفغانستان لأجل زعزعة الاستقرار هناك ، و هو ما يبدو أيضا هدف إرهاب «الرايات المخادعة» المدعوم من الغرب في سورية و لبنان و العراق.‏

و حتى قائد القاعدة أيمن الظواهري افترض أن بعضا من أكثر الأعمال الارهابية تطرفا المنسوبة لداعش(التي كانت تعرف حينها بالقاعدة في العراق) هي «رايات مخادعة». و في أيلول 2005، كتب الظواهري رسالة تتساءل عن هجمات القاعدة العراقية العنصرية على المدنيين، و في 2007 قال بأن الخونة الذين يقدمون أنفسهم على أنهم القاعدة في العراق مسؤولون عن الذبح الإرهابي بحق المدنيين العراقيين.اذن الانقسام الحالي بين القاعدة و داعش يملك تاريخا دمويا و طويلا.‏

لماذا يقوم الغرب على تشجيع بل و حتى خلق أكثر المجموعات الإسلامية الإرهابية دموية و ضرا؟ يخشى الغرب، الذي يقوده المصرفيون المنقادون بدورهم من قبل الصهيونية، من النهضة الإسلامية. و لذا يضعون عناصر محرضة في صفوف المقاتلين المسلمين لإثارة العنف و الطائفية و لقلب الرأي العالمي و الغربي ضد الإسلام و تبرير حرب مزيفة ضد الإرهاب هي بالحقيقة حرب ضد الإسلام. و لذا عندما يتم طرد فرع من الارهابيين خارج القاعدة لأن ارهابهم أصبح متطرفا كثيرا، فاننا سنفترض أنهم عناصر تحريض يقومون على زعزعة الشرق الأوسط نيابة عن نخبة المصرفيين العالمية.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية