تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


النقـد التشــكيلي في ســـورية يرســـم ملامــح الحركــة التشكيلية ويوثقها

ثقافة
الثلاثاء 25-2-2014
يشكل النقد التشكيلي المرآة الحقيقية لأي حركة تشكيلية في العالم فلا يمكن لأي نتاج تشكيلي أن يأخذ هويته وخصوصيته وان يتطور ويحتل مكانته في الحياة الاجتماعية والثقافية من دون النقد العلمي الموضوعي.

وبما أن الفن التشكيلي ينتمي الى مدارس فكرية وفنية تخضع لقوالب معينة وأسس محددة كان لا بد للنقاد أن ينتموا إلى معرفة نقدية أكاديمية وعلمية ليتمكنوا من سبر أغوار التجارب الفنية الفردية في نتاجها والجماعية في مجملها مشكلة الحركة التشكيلية لأي بلد في العالم.‏

وحول موضوع النقد التشكيلي التقت سانا مجموعة من نقاد وفناني الفن التشكيلي حيث قال الناقد الدكتور محمود شاهين استاذ في كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق: إن «المهمة الرئيسة للنقد الفني هي نشر المعرفة البصرية ولان العمل الفني في الأساس مشحون بقيم بصرية كثيرة تتفرد بالضرورة بقيم تعبيرية تتعلق بالمضمون أو فكرة العمل فان على الناقد الحقيقي الإشارة إلى هذه القيم وإبرازها بمعنى أن المهمة الرئيسة للنقد الفني هي جعل التجربة الجمالية أفضل مما هي من دونه أو جعلها أكثر ارضاء وإمتاعا للمتلقي».‏

وأضاف شاهين إن على الناقد التشكيلي أن يؤدي وظيفة المرشد للقيم الفنية والتعبيرية التي يكتنز عليها العمل الفني وهذه الوظيفة لكي يؤديها بشكل صحيح وسليم لا بد له أن يلم بآلية إنجاز العمل الفني ورافعاته التشكيلية كالخطوط والألوان والتكوين بالنسبة للوحة او المحفورة والكتلة والتوازن والارتكاز والحركة المعبرة في الفراغ بالنسبة للمنحوتة، مشيرا إلى أن الإلمام بتقانات العمل الفني والمراحل التي يقطعها قبل أن يأخذ شكله النهائي يجعل الناقد الفنان المنتج للعمل الفني أفضل من كتب النقد التشكيلي.‏

أما الفنانة التشكيلية سراب الصفدي فرأت أن شح العمل النقدي التشكيلي يرجع الى الظروف الراهنة بسبب الأزمة التي تمر بها سورية «فبعض الفنانين التشكيليين والنقاد سافروا خارج البلد والبعض الآخر لم يعد يكتب أصلاً فغاب عن الحضور كما ان اغلب صالات العرض اغلقت ابوابها ما ادى الى تراجع حركة النقد الفني بعد أن أخذت صدى كبيرا خلال الفترة الزمنية السابقة».‏

ووفقا للفنان التشكيلي عبد الرحمن مهنا فإن النقد التشكيلي في سورية يعاني منذ زمن من أزمة تتعلق بثقافة الناقد وبموضوعية النقد «وأغلب ما نعانيه في الساحة النقدية هي المزاجية والمصلحة الشخصية ولم نتخلص بعد من العاطفة النقدية» مؤكدا ضرورة أن يكون النقد التشكيلي موضوعيا وبعيدا عن المزاجية.‏

ورأت الفنانة عبير بريك أن نقد الفن التشكيلي ينمو ويتطور من خلال الاهتمام به كعلم وثقافة ودراسة ومتابعة وعقد ندوات وهذا يقتضي من الفنانين التشكيليين والجهات المعنية أن تتعاون على إيجاد منظومة نقدية تتضمن ثقافة بصرية واجتماعية تتمكن من مواكبة الحركة الفنية التشكيلية السورية على الساحة الثقافية والتي تطورت في الآونة الأخيرة الا انها بحاجة الى رؤى نقدية ونقاد اكثر موضوعية وقدرة نقدية.‏

ورأى الفنان التشكيلي رازي العبد الله انه لا يمكن لأي حركة ثقافية او فنية ان تنمو بمعزل عن حركة نقدية تعزز النشاط التشكيلي وتدعم مسيرته الابداعية عن طريق المتابعة الجادة والمتأنية للنشاط التشكيلي ومبدعيه ويظل الناقد في محيط العمل التشكيلي صلة الوصل بين الفنان والمبدع والجمهور موضحا انه لا توجد حركة نقدية موازية ومسايرة لهذا التضخم في المنتج التشكيلي.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية