تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


مع طبـــــيب..ثمانون بالمئة من الحوامل يفضلنها قيصرية

طبية
الثلاثاء 25-2-2014
أن تخاف المرأة من آلام الولادة الطبيعية ومشقتها، أو لسبب خوضها تجربة الأمومة لأول مرة في سن كبيرة، أو نتيجة لأسباب طبية قاهرة، حدث شائع ومقبول!!.. لكن أن يتحول الأمر، وتصبح الولادة القيصرية هي البديل والخيار الأول،

ومن دون أسباب طبية، ثم يترجم هذا لأرقام مخيفة تصل إلى نحو 80 بالمئة، فالشأن جد خطير..‏

عن الأسباب العادية، والظروف الطبية الطارئة، التي تدفع بالحامل للولادة القيصرية، ولماذا يفضلها البعض من دون أسباب طبية واضحة رغم مخاطرها على الحامل والجنين معاً، كان حوارنا مع الدكتور طلال علي الاختصاصي بالتوليد والجراحة النسائية والعقم.‏

س- لماذا تفضل المرأة الآن العملية القيصرية على الولادة الطبيعية؟‏

ج- «الولادة الآمنة» شعار اتخذته منظمة الصحة العالمية عند الحديث عن الولادة، وهذا الشعار يعني: أم سليمة تلد أطفالاً أصحاء دون مضاعفات، فالأصل في الولادة هو « الولادة الطبيعية» أي دخول الجنين برأسه إلى حوض الأم بسهولة، ثم اندفاعه تدريجياً بواسطة عضلات الرحم والبطن، حتى يخرج عن طريق المهبل..‏

ولكن توجد بعض الحالات التي تقتضي التدخل الجراحي أي (العملية القيصرية)، وهي تعني إخراج الطفل عن طريق شق البطن ثم الرحم.‏

س- هل هناك ظروف طارئة، وأخرى عادية تجرى فيها العملية القيصرية؟‏

ج- نعم هناك ظروف طارئة وأخرى عادية:‏

1- الظروف الطارئة مثل:‏

- إجهاد الجنين: أي خلل في نبضه، بسبب نقص الأوكسجين.‏

- نزيف قبل الولادة: بسبب نزول المشيمة أو انفصالها.‏

- تعسر الولادة: نتيجة عدم توافق حجم الجنين، أو وضعه مع الحوض.‏

- أن يكون رأس الجنين للأعلى، أو بالعرض، حيث يصعب ولادته طبيعياً.‏

- وجود عملية قيصرية (أو أكثر سابقة)، مع دخول الحامل في أعراض ولادة قد تؤدي إلى خطر انفجار الرحم.‏

2- الظروف العادية مثل:‏

- وجود عملية قيصرية أو أكثر سابقة.‏

- ضيق بحوض الآم بالنسبة لحجم الجنين.‏

- جود تسمم حمل: (ارتفاع بضغط الدم، مع زلال بالبول).‏

- مرض الأم بالسكري، واحتمال ولادة طفل حجمه أكثر من 4 كغ، أو وفاته داخل الرحم.‏

- تأخر الحمل أكثر من 42 أسبوعاً.‏

- رغبة الأم في عدم خوض تجربة الولادة الطبيعية، وهذا حق لها يُعترف به طبياً.‏

س- لكن لماذا تفضل بعض النساء العمليات القيصرية على الولادة الطبيعية؟‏

ج- تفضل بعض النساء ذلك للأسباب التالية:‏

- وجود تجربة ولادة طبيعية سابقة، ذات ذكرى مؤلمة لها أو لإحدى قريباتها،‏

- عدم الرغبة في تحمل الآلام والمعاناة أثناء الولادة.‏

- حملها في سن أكثر من 35 سنة.‏

- «الطفل العزيز» وهو الطفل الذي يجيء بعد فترة تأخر كبير في الحمل.‏

- التقدم في التقنية والتعقيم وتوافر الخبرات في العمليات بين الأطباء أدى إلى انخفاض المضاعفات والوفيات في العمليات الجراحية.‏

- الإحالة الاقتصادية للأسرة التي تسمح بتكاليف العملية القيصرية، التي تعتبر أقل عناء للمرأة، من الولادة الطبيعية.‏

- الاكتفاء بطفلين أو ثلاثة، وهذا لا يمثل مشكلة عند إجراء العمليات الجراحية المتعاقبة.‏

س- ما مخاطر الولادة الطبيعية؟‏

- مخاطر الولادة الطبيعية للطفل:‏

قد يتعرض لنقص الأوكسجين، ما يصعب معه التنفس، ويؤدي لشلل نتيجة تأثر المخ بذلك، أو يحدث نزيف بالدماغ وجلطة، نتيجة استخراج الطفل بطريقة عنيفة.‏

- مخاطر الولادة الطبيعية للأم:‏

1- نزيف رحمي.‏

2- تلوث في الرحم والمهبل.. وإذا لم يتم علاجه يسبب حمى النفاس.‏

3- اكتئاب بعد الولادة. نتيجة تعرض الأم لآلام شديدة، أو معاملة غير إنسانية أثناء أو بعد الولادة.‏

س- وهل يعني هذا أن العملية القيصرية آمنة تماماً؟‏

ج- بل مخاطر الإصابة بالجلطات تزداد بنسبة 67 بالمئة مقارنة بالولادة الطبيعية، والإقبال عليها يأتي من قبل الدول الصناعية أكثر، رغم إثارتها لانعكاسات جانبية خطيرة، كما أن المرأة التي تلد قيصرياً يجب أن تُؤخر أنجابها لطفل آخر.‏

وإلى جانب هذا كانت هناك أسباب طبية أخرى:‏

1- مشكلات التخدير: مثل التأخر في الإفاقة، ونقص الأوكسجين الذي يؤدي إلى خلل بوظائف الأعضاء الحيوية، مثل القلب والمخ (ولكنها تكون بنسبة قليلة).‏

2- النزيف: أثناء العملية، ويمكن السيطرة عليه.‏

3- الجهاز البولي: قد يتأثر بجرح المثانة أو ربط الحالب.‏

4- الجهاز التنفسي: تتأثر كفاءة الرئتين إذا قل الأوكسجين، أو عند بلغ إفرازات من البلعوم إلى الشعب الهوائية.‏

5- الجهاز الهضمي: أحياناً قد تصاب الأمعاء بالشلل المؤقت بعد العملية، وغالباً يتم السيطرة على الوضع.‏

6- التلوث الجراحي، ويمكن التغلب عليه بالمضادات الحيوية، والعناية بالتعقيم أثناء العملية.‏

وختاماً: أجمع أطباء النساء والولادة على ضرورة حصول الحامل على استشارة طبية قبل اختيارها الولادة القيصرية، مع تشجيعها على عدم اختيارها ذلك في حال كون حملها طبيعياً.. وترك الاختيار للطبيب الاختصاصي المعالج والمراقب والمتابع لحالتها الصحية.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية