تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


اتبـــع قلبـــكَ يدلـك إلـــى ســـورية..

مجتمع
الثلاثاء 25-2-2014
غـانـم مـحـمـد

أن تمضي إلى حيث يقودك قلبكَ المعمّد بالتقى وبالنور فلن تُخطئ الرحيل أبداً، وإن تتبع خطواتك المشبعة قناعةً ووضوحاً فستصل بإذن الله إلى ما رحلتَ إليه..

أتخشون ألا تجدوا منازل تمنحكم الدفء والأمان، أم تخشون ألا تجدوا من تحدّثونه عن تعبكم وعن معاناتكم وعن مرارة غربتكم فلا شكّ إذاً أنكم لا تقصدون سورية، أما العائدون إلى سورية بيتهم وعشقهم ودفئهم وكل جميل زمانهم فسيرتمون في قلب قضّه الشوق إليه وعانى وحدة البرد وبرد الانتظار من دونهم..‏

تكاد تنقضي سنوات ثلاث من الضياع بالنسبة للكثيرين، البعض منهم تعطّلت بوصلته، والبعض الآخر أخافته تطورات الأمور، وقسم لم يكن يعرف ماذا يفعل أو أين يلقي أنينه، وها هي الأمور تتضح بحيث لم تترك مع وضوحها أي مكان للغشاوة أو الالتباس، وفعلاً بدأت قوافل القلوب تعبر صحراء التضليل والترهيب وهل من واحة إلا سورية الجميلة؟‏

قد تجدون الحارة مختلفة عما كانت عليه قبل رحيلكم عنها، وربما تجدون أبواب منازلكم “مخلوعة” وذكرياتكم على جدران غرفكم مسروقة وستبكون مرّة جديدة لكن كيفما وجدتم ما أودعتم خلفكم وأياً كانت حال ما وجدتم فإنه أجمل وأفضل بكثير من أعشاش الوهم وبيوت العنكبوت التي يبنيها مَن يدّعي أنه يتحدّث باسمكم و “يشحذ” على معاناتكم، إنهم تجّار سياسة وقراصنة مواقف وفي أحسن الحالات هم قاتلو مستقبلنا ومستقبلكم وناهبو زادنا وأماننا..‏

لا تنتظروا كثيراً فلن يقدموا لكم أي شيء مهما طال الوقت لأنهم لا يملكون حتى قرارهم، ولأن حتى السكاكين التي يذبحوننا بها ليست ملكهم وستوضع على رقابهم لأنهم سيكونون عبئاً حتى على أسيادهم الحاليين..‏

لنقرأ ما يجري حولنا بهدوء وبعيداً عن الانحياز لأي موقف سياسي، ألا نلاحظ أن مصدّري الإرهاب والإرهابيين إلى سورية بدؤوا يجهّزون أنفسهم للتعامل مع العائدين إليهم ممن تلطخت أيديهم بدماء السوريين، هذا “التفكير” الذي بدأ يتحول إلى واقع ملموس في السعودية وفي الغرب الأوروبي ألا يقودنا إلى استنتاج بسيط للغاية وهو أن تفاصيل هزيمتهم في سورية بدأت تتحول إلى عناوين رئيسية وأن كذبهم الذي حاولوا تغطيته وتمويهه أصبح يكبّلهم وبالتالي فإنهم سيهربون من الواجهة متنكرين لمن ادعوا البكاء عليهم طويلاً؟‏

سورية وحدها فقط نادتكم بصدق المحبّ لكم، سورية فقط آلمها جرحكم وأوجعها حزنكم ففتحت صدرها لتوبتكم وعودتكم إلى حضنها أبناء بررة نعيد معكم بناء ما تهدّم وترميم ما تصدّع في الحجر وفي البشر..‏

لقد أثبتت الوقائع مؤيدةً بما قدمه التاريخ لنا من عبر أن لا قوة في الدنيا تستطيع أن تلغي سورية، وأن سورية لا تكون جميلة إلا ذلك التنوّع الرائع والفريد من نوعه، وأن صحن “فتّة” يمكن أن يطعم حارة بأكملها لأن الخبز هو الحبّ ومهما غرفتَ منه لا ينقص أبداً..‏

اتبع قلبك يقودك إلى سورية، فهي مهبط الحبّ وواحة أهل الجنة وهي ببشرها وبحجرها المكان القادر على استيعاب اختلافنا وتنوّعنا..‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية