صناعة الحصر من الفلكلور إلى الزينة
منوعات الثلاثاء 25-2-2014 تتميز معظم المدن السورية وخاصة الساحلية منها بصناعات وحرف يدوية متعددة تعتبر فلكلوراً دائماً تتناقله الأجيال لتصبح الآن قطعاً وتحفاً أثرية نادرة تعلق في المتاحف والبيوت،
وتشكل صناعة حرفة نسج الحصر جزءاً من هذا الفلكلور الشعبي الذي يمزج المهارة بالكد والتعب والعرق لينتج هذا المنتج الجميل الذي تفوح منه رائحة التاريخ.
كانت تتمركز هذه الصناعات والحرف في أغلب القرى البعيدة عن المدينة وخصوصاً الواقعة على الأنهار لتوفر المواد الأولية لها، وتتم الصناعة عبر آلة خشبية مستقيمة بعرض نحو15 سنتيمتراً وبطول من2 إلى 3 أمتار يثبت في طرفها مسمار من كل جانب يربط به خيط بطول بين 10 إلى 15 سنتيمتراً ويربط في الطرف الآخر للخيط مسمار معقوف وذلك لتثبيت طرفي الحصير وجعلها مستقيمة ومتساوية الأطراف.
تعتمد حرفة صناعة الحصر في مادتها الأساسية على قش البردى وأوراق القصب، حيث يتم جمع نبات البردي ذي الأوراق الطويلة والسيفية الشكل والذي ينمو في البرك المائية والمستنقعات بقطعة من أسفله في فترة النقصة وهي النصف الثاني من الشهر القمري كي تبقى الأوراق متينة ومقاومة للتلف، وأما أوراق القصب فتجمع ثم تجفف في مكان ظليل دون تعريضها للندى وذلك للحفاظ على لونها الطبيعي.
يمكن أن تنسج الحصير الواحد أكثر من نساجة وذلك بالعمل بدورين وراء بعضهما، وعند العودة في الدور من قبل النساجة الأولى «تنيم» الثانية الدور كما يقولون وذلك بضغطه للأسفل بحيث تترك المجال للأولى بالتجاوز لتتابع الثانية العمل، وعند اتساع نسج الحصير قد تعمل النساجة الثالثة في الطرف المقابل شريطة استخدام خشبة ثانية لمتابعة النسج عليها.
|