ليقوم كل منهم بالدور المرسوم له في اطار خطة التعويض واستعادة شيء مما تخلفوا عنه او فاتهم تحقيقهم خلال السنوات الثلاث التي مرت من عمر العدوان على سورية.
وكان الخارج العلني الاخير ما يسمى رئيس وزراء العدو الاسرائيلي نتنياهو في زيارته للجرحى المرتزقة الذين اصيبوا في المواجهة مع الجيش العربي السوري ولجؤوا او سحبتهم اسرائيل اليها للمعالجة، في اطار الخدمات التي تقدمها لهم في اطار وحدة الجبهة العدوانية ضد سورية.
كانت صورة نتنياهو وهو يصافح او يمرر يده على رأس إرهابي مصاب وملقى على سرير في منشأة صحية اسرائيلية بالغة التعبير لمن لا يزال حتى الان رافضا للحقيقة ومصرا على السير في حملة الخداع والتزوير ويدعي ان في سورية ثورة للإصلاح ويرفض الحقيقة بان على سورية عدوان لتدميرها.
فقد كانت يد نتنياهو تقول دون ان ينطق لسانه، «شكراً لكم يا قتلة الشعب السوري»... «شكراً لكم يا مدمري الحضارة العربية في دمشق»... «شكراً لكم يا مشوهي ومحرفي الإسلام في بلاد الشام وفي كل مكان».
كان نتانياهو يقف معترفا امام اولئك المرتزقة المطروحين على أسرة في فلسطين المغتصبة ليقدم لهم العلاج من اجل اعادتهم الى الميدان لمتابعة المهمة التي عجزت اسرائيل عن القيام بها طيلة العقود الستة.
من وجودها القائم عكس المنطق والحق والمعاكس للمشروعية والقانون. كان نتنياهو يقول لأولئك الإرهابيين وبكل وضوح «نحن من مدرسة إرهاب واحدة ونعمل من اجل اهداف واحدة ضد العروبة والإسلام».
هذا ما اراد قوله نتنياهو في زيارته الى مصابي العصابات الإرهابية، تلك الزيارة التي نشرت صورها مؤخراً. اذ ليست هي المرة الأولى التي تنشر صور أو أفلام عن وجود امثال هؤلاء في مستشفيات كيان العدو من الجولان المحتل الى الداخل الصهيوني.. لكنها المرة الاولى التي يقوم بها نتنياهو شخصيا بزيارتهم العلنية وبهذه الوقاحة والفظاظة في التعبير ويتجول بينهم ويقدم شكره وامتنانه لهم على ما فعلوه في شام العرب خدمة للصهيونية وللمشروع الاستعماري ضد الشرق برمته.
لم تأت تحركات نتنياهو في هذه الاوقات عبثا.. بل جاءت في ظل تسريبات رشحت عن كلام مساعدة وزير الخارجية الأمريكي ويندي تشيرمان عن الانتقال إلى الخطة (ب) وإشعال المنطقة الجنوبية من سورية...وهي خطة عدوان اخرى تنطلق ظاهرا من الاتجاه الاردني ويكون لإسرائيل دور رئيسي فيها ومن اجل ذلك كان على نتنياهو ان يوجه رسالة عملية بانه على اتم الاستعداد للقيام بالدور الذي حدد له في سياق خطة العدوان تلك، وجاءت صوره بمثابة الوثيقة القاطعة بالالتزام بهذا الدور.
ومن اجل ذلك اصطحب معه في زيارته تلك وكما ذكرت القناة الإسرائيلية العاشرة مسؤولين سياسيين وعسكريين ليؤكد جهوزية الجميع في كيان العدو لتنفيذ ما هو مطلوب منهم في الخطة التي يعد لتنفيذها ولهذا كانت المصافحة بين ممثلي الإرهاب الناطق بلغة عربية ويتظاهر بالإسلام نفاقاً، وقادة الإرهاب الصهيوني الاستعماري، مصافحة بين مصابي التكفيريين ومسؤولي الصهاينة برئاسة نتنياهو.
فكانت مصافحة اراد منها نتنياهو توجيه رسائل تأكيدية لحلفائه التاريخيين في مهلكة آل سعود الوهابية التكفيرية بانه جاهز وملتزم للسير قدما بما اتفقوا عليه في واشنطن مؤخراً وقبلها في تل ابيب وقبلها في العقبة وقبلها... وقبلها... وكم هي اللقاءات والاتفاقات التي عقدت بين الصهيونية والوهابية ضد العرب والمسلمين.
نعم يريد ان يؤكد جهوزيته لذلك وان عليهم الاستمرار والتسريع في توريد الاسلحة للإرهابيين، وتزويدهم بكل ما يؤدي الى القتل والتدمير في سورية لان في ذلك راحة لإسرائيل، وان عليهم ان يسرعوا بإرسال الصواريخ ضد الطائرات العربية السورية، وارسال الصواريخ ضد الدروع لتوجيهها الى المدرعات السورية على خطوط وقف اطلاق النار في الجولان المحتل،... وان عليهم ان لا يبخلوا بشيء وان يصنعوا كما يصنع، ويقتدوا به في تزويد الإرهابيين بالأسلحة عندها سيستحقون الشكر من الإرهابيين ومنه ومن قيادة المشروع الاستعماري، كما تلقى هو الشكر من إرهابي طريح في سرير عندما قال له: «انتم تقدمون لنا العلاج الممتاز نحن نشكركم من اعماق القلب».. واعداً طبعاً بالعودة لقتال اعداء إسرائيل.