وبدأت التقانات الحيوية البحرية تمر بمرحلة التطور السريع و تأخذ مكانة هامة في التطبيقات البيئية من خلال قدرتها في الحفاظ على الإنتاجية البيئية وفي الإبقاء على نوعية بيئية معينة من خلال إعادة تدوير المخلفات البحرية لذلك كان التوجه نحو معالجة المخلفات البحرية الشاطئية بما تحويه من بقايا نباتية وحيوانية على الشاطئ السوري والاستفادة منها وتحويلها باستخدام التقانات الحيوية إلى أعلاف مغذية غنية بالعناصر الأساسية والبروتينات عن طريق التخمير وزراعة الأحياء الدقيقة . وقد قامت مجموعة من الباحثين السوريين وهم الدكتور ربيع ريا ود.ازدهارعمار ود.مفيد ياسين بدراسة هذه المخلفات وطرق تحويلها عبر التقانات الحيوية إلى أعلاف للأسماك والدواجن.
وبما تحتويه هذه المخلفات من موادَّ قابلة للتخمُّر والتحلُّل ، يتم جمعُها لإعادة استعمالها لإنتاج أعلاف حيوانية ، لذا سيتم في هذا الإطار تشخيص الوضع الحالي للمخلفات الشاطئية وتحديد الأحياء المكونة لهذه المخلفات وتقويم مدى نجاح هذه الطرق في معالجة المخلفات العضوية الشاطئية حيث إن المعالجات البيوتكنولوجية تبدأ من منتجات ذات قيم منخفضة مثل المخلفات وتحولها إلى منتجات غذائية هامة عبر مجموعة من الأحياء الدقيقة مثل الخمائر والفطريات التي تحتاج في مزارعها إلى مصدر للكربون والطاقة بالإضافة إلى مصدر للنتروجين و الأملاح المعدنية مثل الفوسفور والكبريت .
إن الأحماض الأمينية والسكريات من أهم المجموعات التي تدخل في تركيب خلايا المخلفات البحرية وخضعت هذه الأحماض لتطبيقات واسعة في مجال الصناعات الغذائية للإنسان والحيوانات وتمت دراسة الطحالب التي وجدت في المناطق الشاطئية من منطلق كونها مصدراً رخيصاً للكربون العضوي والبروتينات من أجل استخدامها كأعلاف للدواجن و الأسماك عن طريق دراسة التركيب البيوكيميائي لهذه للأحياء ومعالجة بيوتكنولوجية للمخلفات البحرية بهدف زيادة المحتوى من البروتين والمغذيات وتطبيق خلطة علفية تجريبية ودراسة مورفولوجية وتصنيفية للأحياء البحرية المقذوفة على الشاطئ وتأتي أهمية البحث من كونه بحثاً تطبيقياً يعتمد مجال استخدام التقانات الحيوية والاستفادة من تطبيقاتها في إنتاج أعلاف للمزارع السمكية وللدواجن والبحث عن مصادر أخرى غير تقليدية لإنتاج العلف من بعض الخامات المتوفرة محلياً دون اللجوء إلي استيراد مكونات هذه الأعلاف وزيادة الحاجة إلى الثروة الحيوانية وبالتالي زيادة الاحتياج إلى كميات إضافية من العلف ، إضافة للمساهمة بتنظيف الشواطئ من هذه المخلفات وتحسين المنظر العام للشاطئ وقد قام فريق البحث بالأعمال الحقلية بجمع العينات (مخلفات نباتية وحيوانية بحرية مقذوفة على الشاطئ).
والأعمال المخبرية: كتصنيف هذه العينات مخبرياً وتوصيفها مورفولوجياً واجراء التحاليل البيوكيميائية لهذه العينات لتحديد محتواها من البروتينات والدهون و الكربوهيدرات وزيادة محتوى هذه المخلفات من المواد الأساسية (الفيتامينات ، أحماض أمينية الأساسية )،(زراعة أحياء دقيقة ).
وكانت النتائج :ارتفاع نسبة البروتينات في البيوماس الناتج عن معالجة المخلفات البحرية المدروسة وكانت في المخلفات الحيوانية أعلى منها في المخلفات النباتية وسجلت القيم الأعلى لنسب البروتينات في البيوماس الناتج عن التخمير وبذلك يمكن استخدام هذه المخلفات البحرية أيضاً في إنتاج الطاقة الحيوية باستخدام بكتريا منتجة لغاز الميتان وأيضاً يمكن استخدامها في إنتاج بعض المنتجات الطاقية الأخرى (الكحول ، الوقود الحيوي.....)