في سورية فقط , في مجالس العزاء بالشهيد , تختلف طقوس العزاء ويصير المأتم مكانا للتهنئة كما لوكان عرساً..
في مجلس عزاء الشهيد البطل « سلمان بسام الحلبي »
كان الحزن مختلفا , والأسود زي الأجساد فقط , حيث لا مكان له في قلوب المعزين في مجلس عزائه كانت التهاني والتبريكات تأتي لذوي الشهيد من تامر وجمال واسامة ومن اصدقائه ربيع ووافي ومؤنس ووسيم ..
من أقاربه والجيران ورفاق السلاح «جينا نهنيكم يا أهل الدار»
عبارة قالها كل من دخل مجلس العزاء , والفخر والاعتزاز مصاحب لكل وجه ترحم للشهيد .
بأحلى الأغاني زفوه وهو الشهيد :
ياغراب البين ارحل/وحول عن البلاد
سلمان اليوم اتكل/ولبس توب الشهادة
اسمه بالمجد اتسطر/نوره بالسما وقاده
دمه بالمسك اتعطر/بتراب سورية قلادة
أما حين دخوله الدار بالتابوت مودعا أمه , التي صار لها من رفاقه ألف ابن , صارت الزغاريد مصحوبة بالبكاء تبدل ملامح الوجع , بالفخر , لطالما صاروا أهل شهيد .
سلمان , وحيد اهله , أخ لصبية وحيدة دونه , لأم أثكلها غيابه , وكسر خاطرها فجيعتها برحيله المبكر ..
سلمان , بطل وشهم , وشجاع .. معيل عائلته ووالده بلا راتب شهري , يساعد عائلته ويسند أمه , ويدلل أخته .. ولم ينس أن الوطن أيضا يحتاج منه التضحية , فكان أول المتطوعين بـ الأشرفية , ليناصر الجيش العربي السوري جيش العز والنخوة , والنصر الذي سيحمي الأرض والعرض ..
لم يتغيب يوما عن رفاق السلاح , ولم يخذل أبناء حيه , ساعد كل من استطاع لخدمته , وأبى أن يقعد في البيت والوطن يحتاجه .
والده يتمنى عليه أن يركن في الدار ويقول له يا بني أنت وحيدي ليس لي غيرك من الأبناء
يجاوبه البطل : لطالما أنا وحيدك هل أجلس بالدار كما تفعل النساء؟؟
دافع عن الوطن ضد جرذان الارهاب وحرس شارع حيه من الاجرام , وبينما كان يشيع رفيق سلاح , كانت ساعته , هوجموا بكل جبن من ظهورهم وهم المعزون والقائمون بتأبين شهيد , فجاءه رصاص الغدر في صدره , أرماه أرضا بدماء نقية نقاوة قلب امه التي بكته بقهر , تلبس في عرسه الأسود وترخي على رأسها الحرير الأبيض , كانت تمني نفسها بعرس تكون فيها ام عريس تزغرد وترقص أمام ابنها وعروسه , خانتها الأماني , وزغردت بوجع لعريس غائب ..
أم سليمان «جارة الرضا » والسيدة الفاضلة الصبورة التي رغم قلة حيلتها , إلا أنها للوطن قدمت أغلى ماتملك , وصارت من ابن قلبها اماً ثكلى , تنتظر الفرج القريب , الذي حاول ابنها الشهيد صناعته , كيف لا .. وكل شهيد في وطني ترنيمة نصر قادم وانشودة فرح لوطن الخير .. سورية الولادة لأبطال يشبهون سلمان وأمثاله كثر لطالما في وطننا جبناء ينبحون في الظلام , وأجبن من أن تتساوى قاماتهم بأبنائنا الأبطال ..
لأم سلمان كل التهاني نتقاسمها معها كما قالها لها أهلها وأقاربها
نحاول تكريمها من منبرنا , وهي ام الشهيد التي يخجل في حضرتها كل تكريم لكن ياقلة الحيلة
يا قلة الحيلة « الصبر كل الصبر لقلبك المسكين »
والخير بإذن الله لسورية الأم للوطن الذي سينتصر بعزيمة شبابه وايمان عجائزه .
كل الرحمة لروح الشهيد البطل « سلمان بسام الحلبي»
كل الرحمة لأرواح شهدائنا الأبرار