فقد أخذوا على عاتقهم إقامة فعاليات تساهم في التخفيف من وطأة ماتمر به البلاد , وعليه قامت مؤسسة القدس الدولية « سورية » بفعالية سوق البركة الخيري في دمشق والذي يعود ريعه الى أسر الشهداء والمتضررين من الأزمة .
فرص متنوعة
من واجب كل سوري اليوم أن يقف وقفة مسؤولية أمام أزمة البلاد ويساهم على قدر استطاعته في التخفيف على المتضررين , يقول محمد أنس حمادة مسؤول العلاقات العامة في مؤسسة القدس حيث تم التنسيق بين جميع أعضاء المؤسسة على إقامة فعالية سوق البركة الخيري على أرض نادي الجلاء الرياضي لمدة أسبوع يومياً من الساعة 12 ظهراً الى 7 مساءً , فكل أعضاء هذه المؤسسة من السوريين ومنهم الدكتورة بثينة شعبان فهي رئيسة مجلس الأمناء في المؤسسة , وكان اهتمام هذه المؤسسة في السابق ومازال العمل على إنقاذ القدس والمحافظة عليه , لكن مع أزمة سورية الحالية تغيرت الاهتمامات فصار البلد هو الأهم , وعليه قمنا بالتنسيق مع الاتحاد الرياضي وشركة تنظيم معارض وبعض الشركات الاخرى على هذه الفعالية
يتابع حمادة كانت المؤسسة تقوم دوماً بالبازارات والمعارض الهادفة ضمن سورية , لكن هذه المرة الاولى التي يقام فيها سوق غنية بالجهات المشاركة الداعمة مابين مؤسسات حكومية وشركات خاصة وورشات عمل صغيرة , وهو ماوفر فرصاً جيدة لفئة من المشاركين الذين ينتظرون هذه الفعاليات وخصوصاً الورش الصغيرة الخاصة لما يحصلوا عليه من مردود مادي مقبول , لاسيما في ظل الظروف الصعبة التي فرضت على كثير منهم خسارة مكان عملهم .
ويضيف لقد فسح سوق البركة الخيري المجال أمام الزوار للتسوق بأسعار منافسة وتشجيعية بما قدمته المؤسسات في مهمة التدخل الايجابي بالأسواق كمؤسسة “ سندس و المؤسسة الاستهلاكية اللتين قدمتا انواعاً مختلفة من البضائع بأسعار تشجيعية , وسنقوم بأخذ إيجارات رمزية من المشاركين على الستاندات والطاولات فقط طوال فترة السوق , ومنها سيتم التبرع لأسر الشهداء والمتضررين من الأحداث , حيث سيتم الاتفاق مع وزارة الشؤون على كيفية التوزيع .
نهوض مجتمعي
شكل سوق البركة الخيري فرصة لعرض مهارات يدوية كثيرة خسرت مكانتها في السوق أو معيلها نتيجة الأوضاع الحالية تتحدث خلود شباب مسؤولة شركة تنظيم المعارض , فهي ترى أن هذه البازارات تشكل فرصاً جيدة لكثير من الأسر فهناك أسر مهجرة خارج مراكز الإيواء وخسرت معيلها وهناك أصحاب معامل ومحلات خسرت مكان عملها , وعليه يشكل هذا السوق وغيره منفذاً جيداً ومربحاً من ناحية عرض منتجاتهم أو من ناحية حصولهم على المردود المادي الجيد ,فأغلبهم لايملك مكاناً للبيع وينتظر أي بازار لكي يبيع منتجاته , وتتابع يوجد في هذا السوق الكثير من الأعمال اليدوية كالكروشيه والإكسسوار وحتى الطبخ المنزلي والمنظفات اليدوية , من هنا تقع المسؤولية علينا جميعا لمساعدة هؤلاء من خلال توفير الأسواق وفرص البيع لهم , فالمجتمع المدني يحاول النهوض بنفسه ضمن قدراته وخاصة قليلي الحيلة والذين خسروا كل حياتهم السابقة .
مشاركة وأمل
ومن هذه الحالات هناك ربة منزل من المشاركين في هذا البازار اضطرت الى ترك منزلها ومكثت هي وأطفالها عند أقاربها في أحد أحياء دمشق الآمنة ,ولكنها بسبب خسارة زوجها خلال هذه الأحداث بدأت برحلة البحث عن معيل لها ولأطفالها , وعليه امتهنت الطبخ المنزلي وبدأت بالبيع للأصدقاء والمعارف والمشاركة في الأسواق والبازارات الخيرية , وكانت مشاركتها في هذا البازار من خلال الطبخ فكانت تبيع صحن المجدرة ب 50 ل . س وهكذا بمختلف انواع الطبخ التي تستطيع طبخها كالمسخن والفطائر المنزلية , كما أن إقبال الناس عليها كان جيداً جدا حيث لاقت استحسانا لنوعية الطعام الذي تقدمه وهو مابعث البسمة على شفاهها رغم قساوة أيامهم وحياتها , وبأنها لن تحتاج لأحد لإطعام أطفالها .
فيما شارك عمار سنجقدار طالب موارد بشرية بصنع المنظفات ويقول لقد تعلمت صناعة الصابون السائل ومنظف الغسيل من مهندس وقد اتقنت هذه المهنة , رغم أنني مازلت في البداية أصنع في المنزل وأبيع لبعض المحلات والمطاعم , إلا أن المشاركة في البازارات لها فرصة كبيرة في نشر عملي وإظهاره للناس وخطوة خطوة قد أستطيع صنع ماركة لنفسي .
في النتيجة
طرقت الأزمة كل باب , لكنها خلقت معها ألف أمل بغد جديد ،مع وجود شباب سوري واعد مؤمن بالوطن ويعمل لأجله , سواء كان العمل في المنزل أوفي السوق أو بإنشاء فكرة تساهم بتحسين الوضع ودفع عجلة الحياة للأمام .