حزب الله يحظى بانتصار رمزي بينما تمر اسرائيل في ذروة أزمة .
حزب الله يحقق في لبنان سيطرة سياسية شبه كاملة بينما تتضرج اسرائيل في فوضى سياسية منفلته.
حزب الله يسلح نفسه ب40 ألف صاروخ تهدد أغلبية أراضي الدولة بينما تبقى اسرائيل بلا رد ملائم على ذلك. حزب الله يزيد من قوته النارية بأربعة او خمسة أضعاف بينما تتغلف اسرائيل بصمت واهن. حزب الله يضاعف من منظومته القتالية ويبني أجهزة نارية متقاربة من شمالي ومن جنوبي الليطاني, ستلزم اسرائيل باحتلال نصف لبنان في المجابهة القادمة بينما تصاب اسرائيل بالشلل والإرباك.
حزب الله يطلب أيضا مزارع شبعا من خلال الشعور بالقوة بينما تتعثر اسرائيل في طريقها نحو الانسحاب القادم. عامين بعد ان قامت ميليشيات صغيرة بالتحرش بدولة إقليمية عظمى, وهذه المليشيا تمر الان في حالة تعاظم غير مسبوقة بينما تغرق الدولة العظمى الإقليمية في البلبلة والحيرة والانحلال وغموض المشاعر والأحاسيس.
إليكم أحدث نتائج حرب اسرائيل ضد حماس من الناحية الأخرى: حماس تحتجز جندياً إسرائيلياً مخطوفاً على مسافة قصيرة من مواقع جيش الدفاع الاسرائيلي وتطلب من اسرائيل بأن تركع على ركبتيها من اجل اطلاق سراحه. حماس تفرض على اسرائيل تهدئة تزيد من قوتها الاستراتيجية, لأنها تعرف ان قيادتها لا تملك قدرة أخلاقية على مواجهتها وجها ً لوجه.
حماس تتسلح بالصواريخ المضادة للطائرات والمضادة للدبابات والعبوات التقنية التي تجعل المجابهة المستقبلية بينها وبين الجيش الاسرائيلي ذات ثمن يصل الى مئات القتلى. حماس تبني منظومة صاروخية ستهدد أشدود وكريات جات وقواعد حيوية لسلاح الجو ومنشآت استراتيجية حساسة قريبا.
تعاظم قوة حماس عسكرياً يجلب في أثره تعاظم قوتها السياسية. قدرة حماس التي برهنت عن نفسها على مواجهة اسرائيل والتغلب على الحصار المضروب على غزة يحولها تدريجياً الى طرف شرعي سيضطر المعتدلون الفلسطينيون الى التعاون معه وقبول إرادته. عامان ونصف بعد ان تحرش تنظيمٌ إرهابي متعصب بالدولة العظمى الإسرائيلية تتطور قدرة هذا التنظيم بصورة مضطردة بينما تسير الدولة العظمى من فشل تكتيكي الى فشل استراتيجي ومن هاوية الى اخرى.
إليكم أحدث نتائج حرب اسرائيل ضد المشروع النووي الايراني: ايران تتقدم خطوة تلو الأخرى نحو القنبلة, بينما تحشر اسرائيل في الزاوية. صحيح: ايران تواجه مصاعب تكنولوجيا معينة صدفه او غير صدفة وصحيحٌ أيضا ان الأجهزة الاختصاصية في اسرائيل تبذل قصارى جهدها لتأخير وصول ايران الى القنبلة النووية.
وصحيح ٌ كذلك ان الدول العظمى الغربية تدرك اليوم المغزى الكامل للخطر الايراني. ولكن اسرائيل لم تنجح في تحويل هذا الإدراك في الغرب الى إصرار لكبح المشروع النووي الايراني بأي ثمن. اسرائيل لم تنجح في بلورة خطوة طارئة دولية تفرض العقوبات الشديدة والفورية على ايران. لذلك تقل إمكانية كبح ايران سياسياً. احتمالية قيام الولايات المتحدة بتوجيه ضربة عسكرية آخذة في التلاشي.
تقترب اللحظة التي قد يكون الاختيار فيها بين أمرين: وصول ايران الى القنبلة النووية او تحرك إسرائيلي. ثلاث سنوات بعد وصول الرئيس الايراني غريب الأطوار الى الحكم الذي يتحدث صباح مساء عن ابادة اسرائيل, اسرائيل لم تنجح رغم هذه الفترة في صده وعزله. ومثلما فشلت اسرائيل في مواجهة حسن نصرالله واسماعيل هنية, هي قد فشلت أيضا في مواجهة محمود احمدي نجاد. رغم ان هذا الفشل سياسيٌ ومغزاه هدوء غير نهائي الا ان نتائجه ستكون اشد بلاءً بكثير قياساً بالفشلين الآخرين.