|
شهرزاد معاصرة من مجموعة جسور معلقة قررت شهرزاد المعاصرة أن تسجن شهريارها الحبيب في الحكاية على أمل أن يعيش حبه طويلاً. مع خيوط ظلام الليلة الأولى بدأت السرد ومع أولى خيوط الفجر أنهته. لكن شهريار انهال بسيفه على عنقها. كانت قصتها قصة قصيرة جداً. نكران نظرت الى التمثال طويلاً بعينين تسكبان الحب والعطف والحنان. احتضنته بذراعيها الدافئتين قبلته لكنه لم يحرك ساكناً. ظلت تطوقه وقتاً طويلاً حتى فقدت حرارتها وتجمدت دماؤها وصارت قطعة من المرمر البارد. تحول التمثال بعدها الى جسد دافئ ينبض بالحياة. خلص نفسه من ذراعيها وغادر ليبحث عن امرأة من لحم ودم. سماء سوداء قرروا أن يعدموه لأنه قال: لون السماء أسود. منحوه فرصة أخيرة ليوافقهم في مقولتهم عن أزرقاق لون السماء لكنه رفض. في طريقه الى المشنقة كان ينظر الى السماء ويردد لونها أسود لونها أسود. حين وضعوا رأسه في حبل المشنقة وقالوا سنسحب الكرسي من تحت قدميك. صرخ: أنتم أسأتم فهمي. إذاً تراجعت عن قولك وستغيره قالوا بسعادة المنتصرين. أجاب نعم لون السماء في الليل أسود. فاوست دهش مفكر من العالم الثالث لرؤية ساعة ضخمة تتوسط إحدى الساحات العظيمة في العالم الأول. وقف متسائلاً: ترى من منهما يحرك الآخر الزمن يحرك العقارب أم العقارب تحرك الزمن? ليجد جواباً أكيداً صعد الى برج الساعة العالي ففوجئ بإنسان أسمه فاوست يقف خلفها محركاً الزمن والعقارب معاً.
|