حيوية مثل هذه الأفلام تكمن في دقة المصادر البحثية العلمية للقائمين عليها.. وذهابهم بكل اتجاه لرصد الفكرة وانتقال فريق الإعداد بكل اتجاه إلى علماء باحثين جمهور شركات للحصول على كم من المعلومة الموثقة, لإيصال رسالة.. لتثبت قناعات أو تغييرها أو..!.
أطلق الفيلم الوثائقي / المضادات الحيوية/ على قناة الجزيرة:
جملة من التحذيرات والأخطاء حول تراجع فعالية هذه المضادات أهمها أننا وخلال أجيال عديدة ستصبح هذه الأدوية غير فاعلة اطلاقاً وسيموت من جراء التهاب بسيط أو جرح صغير الملايين, إن لم يطور العلماء والباحثون هذه المضادات.
يبدأ دونالد المقدم مع فريق عمل الفيلم زياراتهم إلى خمس دول أوروبية راصدين حالات استعصى على الأطباء علاجها بهذه المضادات التي سميت حين اكتشافها /الدواء المعجزة/ المقاوم للبيكتيريا التي هي أصغر وأخطر مخلوق على وجه الأرض, والتي يعيش منها تحت نظر الإنسان مثلاً الملايين, تتغذى وتتكاثر بالأطنان في كل لحظة.. ومنها المفيد والخطر على الحياة..
فريق الإعداد يذهب في كل اتجاه.. بدءاً من المرضى, وأحدهم بدأ بحملة كبيرة منبهاً ومحذراً من تقاعس الأطباء في اكتشاف/ الميكروب المقاوم/ فبعد دخوله إحدى المشافي وإجرائه لعملية جراحية... عاد وهو يعاني من نزيف حاد أدخله العناية الفائقة, ليكتشف الأطباء أن السبب هو ذلك الميكروب الذي أصاب جلده, ولم ينتبه أحد في البداية مما أدى إلى تلوث أجهزته الداخلية.. وبعد شفائه أعلن حملته ضد إهمال المشافي والأطباء في اكتشافهم لمثل هذه الأمراض.
يرصد الفيلم كذلك حالات أخرى لفتيات وشباب, يعانون لدرجة الإحباط من /الميكروب المقاوم/ الذي ماعاد يستجيب لكل أنواع المضادات الحيوية تلك.
لكن من يتحمل المسؤولية? مسؤولية تراجع فعالية هذه المضادات ..
هنا يرصد الفيلم مجموعة من الأسباب بشكل مكثف, لكنه يوضح وبدقة عبر سيناريو محكم الإعداد جملة من المشكلات الخطيرة التي ستنجم عن تراجع مقاومة المضادات الحيوية للميكروب.. وأسبابها ويأتي في أولها...أن الطبيب يهتم بمريضه بالدرجة الأولى دون النظر إلى مناعة المجتمع, ولا يكترث بتأثير المضادات السلبي على الأفراد.
ففي الدول الأوروبية التي ذكرناها,إن 80% من الأطباء يصفون المضاد الحيوي لمرضاهم في حين أن 50% منهم لا يحتاج لها.
كذلك يركز الفيلم على دور الصيدلاني في هذه المشكلة فالغالبية العظمى منهم يقدمون الدواء لأي مريض يأتي إليهم وقد قام دونالد بطلب دواء للانفلونزا من أحدهم فوصف له (مضاداً حيوياً)... ليذهب إلى صيدلاني آخر ويصف له نوعاً آخر من التركيبة نفسها لكن (دونالد) يؤكد للصيدلاني خطورة مايفعل.. فالانفلونزا مصدرها فيروس وليس ميكروباً, والمضادات الحيوية لا تفيد على الإطلاق في علاجها.