الحد من مخالفات السير عن طريق وضع روادع تتضمن التوقيف في بعض الحالات وغرامات مالية كبيرة في حالات اخرى فإن لفرع مرور دمشق مآرب اخرى في هذا القانون. فقد صدر عن فرع مرور دمشق قرار مع بدء تطبيق قانون السير الجديد يحصر بموجبه بيع طوابع المخالفات بمستثمر ندوة فرع المرور وهو مستثمر قطاع خاص. ويلزم بموجب قراره هذا قسمي المخالفات والحجوزات في الفرع (وهما القسمان الوحيدان اللذان يقومان باستيفاء قيمة مخالفات السير من المواطن على شكل طوابع مالية بقيمة المخالفة) بعدم قبول طوابع من المواطن الا اذا كانت مشتراة من ندوة الفرع حصرا وممهورة بالخاتم الخاص لمستثمر ندوةالفرع, ومتى كانت الطوابع تمهر بغير خاتم الدولة? وقد ألزم الفرع كلاً من قسمي المخالفات والمحجوزات بتعليق لوحات كبيرة على مدخلي القسمين تقول »الطوابع حصرا من ندوة الفرع« اضافة الى سهم باتجاه الندوة!
وهكذا فقد قام المستثمر بتجهيز ختم خاص به وهو غير رسمي طبعا يمهر به الطوابع الرسمية ويبيعها بسعر اغلى من قيمتها المالية بما يتراوح بين 50 و100 ليرة سورية واحيانا اكثر وذلك بحسب قيمة المخالفة! والمواطن ملزم طبعا بدفع هذه الزيادة واذا قام بشراء نفس الطوابع الصادرة من وزارة المالية من مصدر آخر وبسعرها الرسمي فإن مصيرها سيكون الرفض لانها غير ممهورة بالخاتم الخاص لمستثمر ندوة الفرع.
ويعتبر هذا القرار غير قانوني استنادا الى قرار وزارة المالية رقم 360/ب-14-8 تاريخ 13-6-1970 الذي يعتبر اي طابع مالي لاغيا اذا تم دمغه أو تأشيره بأي علامة قبل استعماله في اي معاملة رسمية. ولهذا السبب فقد قررت محكمة السير بدمشق والتي يقع مقرها الى جانب فرع المرور في باب مصلى عدم قبول الطوابع الممهورة بخاتم مستثمر ندوة فرع المرور في المخالفات المستحق استيفاؤها من قبل محكمة السير.
ويستند الفرع في قراره الى ان هذا الحصر هو لتلافي وجود طوابع مزورة! ومتى كان فرع المرور مسؤولا عن تزوير الطوابع ومتى كانت اختام مستثمر ندوة المرور ضمانة للطوابع من التزوير. وكأن مستثمر ندوته يقوم بطباعة الطوابع بنفسه ووجود خاتمه عليها هو ضمانة لعدم كونها مزورة. متناسيا أن اي طوابع مزورة يتم اكتشافها من اي موظف رسمي يجب ان تقدم الى الشرطة الجنائية المختصة لمعرفة مصدرها ومزوريها وتقديمهم للقضاء المختص. اما اذا كان القصد ان الخاتم الموجود على الطابع يسهل الوصول الى مصدره في حال كان مزورا. فماذا عن الطوابع الاخرى التي يتم تداولها في كافة معاملات الدولة وهي غيرممهورة بختم احد! واذا كان هذا الاجراء يساعد فعلا الجهات المختصة في الوصول الى مزوري الطوابع اويسهم في الحد من التزوير فلماذا لايعمم هذا الاجراء على كافة بائعي الطوابع في الدولة حيث يصدر تشريع يلزم كل بائعي الطوابع المختلفة بمهر الطوابع المباعة من قبلهم بخاتمهم الخاص!
هذا الامر الذي اصدره فرع مرور دمشق يثير الريبة والشك ويدع الافكار تسرح وتمرح وتصل الى انه يمكن ان تكون الطوابع قد استخدمت لمرات وألصقت على المعاملات المرورية وهذا مايفقد الدولة وخزينتها الاموال الطائلة الواجب دخولها الى حيث خطط لها ان تدخل على ان لاتدخل الى جيوب المنتفعين وضعاف النفوس .