تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


علي الدرويش ...مكرماً في ندوة دولية بدار الأسد

شؤون ثقا فية
الأحد 27/7/2008
مانيا معروف

لكل زمان رجالاته العظام.. ومبدعوه الذين يعملون بصمت, وكأن الابداع يحتاج تلك الحالة.. من الصفاء الروحي والذهني لتنطلق منها شتى ألوان المعارف والعلوم والثقافات..

مبدعنا اليوم اسمه /علي الدرويش الحلبي/ الذي كان عالمه الابداعي ببساطة »الموسيقا«.‏

وكعادتها دار الاسد للثقافة والفنون تضيء شمعة من شموع مبدعينا الذين رحلوا وبقي منهم عطر ماقدموه من إرث للاجيال.. ومنذ ايام دار الاسد كانت الحاضن للندوة التي اقيمت تحت عنوان »علي الدرويش الحلبي« بالتعاون مع مركز الموسيقى العربية والمتوسطية بتونس..‏

سيرة ذاتية‏

حلب هي مسقط الرأس..للشيخ علي الدرويش الحلبي (1884-1952)عالم موسيقي وملحن وعازف ناي, وعازف قانون ومعلم, ومؤلف, باحث في الموسيقا العربية ونظرياتها.. درَّس في سورية ومصر وتونس والعراق .. ورث حب الموسيقى عن والده ابراهيم الذي كان ينتسب الى الطريقة الصوفية في التكيةالمولوية.. يقال إن أصل عائلته من مصر, إذ أتى جد الشيخ علي مع حملة ابراهيم باشا وسكن حلب, ومن هنا أتى لقب المصري, اما لقب الدرويش فمرده انتسابه الى التكية المولوية, درس الناي على يد عبدو الزرزور في التكية, ودرس علم تربية الصوت وقواعد تركيب النغم, سنة 1914 عين مدرسا للموسيقى في مدينة قسطموني التركية وبقي فيها احدى عشرة سنة تتلمذ اثناءها بمعهد (دار الالحان) في استانبول وتخرج منه, عام 1925 سافر الى القاهرةلتدريس الناي في معهد الموسيقا الشرقية,درس من عام 1932-1939 في معهد الرشيدية ومعهد العطارين في تونس.‏

استاذ الاساتذة‏

لقداستقبل الشيخ علي الدرويش في القاهرة استقبال العلماء, واتفقوا معه على شراء كتابه القيم الخاص بتدريس الموسيقى للسنوات الثلاث الاولى بعد ان اقرته لجنة من الموسيقيين الاعلام امثال:‏

محمدالقصبجي, د.محمود الحفني وغيرهم. اما تلامذته فكانوا او اصبحوا من العمالقة امثال: رياض السنباطي, محمد عبد الوهاب, وعازف الناي عزيزصادق, وحنفي الحناوي, وفهمي مدبولي, كما درست ام كلثوم على يديه فن الالقاء الغنائي..‏

بحوثه.. مؤلفاته‏

اهتم بالنظريات الموسيقية فألف كتاب »النظريات الحقيقية في علم القراءة الموسيقية«.‏

ويقال أنه كتب مخطوطا ضخما عن الموسيقى العربية لمعهد الموسيقى الشرقي..‏

شارك في المؤتمر الاول للموسيقى العربية الذي عقد في القاهرة عام 1932 وكان عضوا في لجنة المقامات والايقاع والتأليف.. تعاقدت معه وزارة المعارف التونسية لتدريس النظريات الموسيقية والقراءة الصولفائية وآلة الناي في المعهد الرشيدي لتدريب الفرق الموسيقية والغنائية على الاعمال التراثية وبقي في تونس سبع سنوات عمل خلالها مع اعلام الموسيقى فيها.. ألّف العديد من السماعيات والموشحات.. له الفضل في اطلاق الناي في الموسيقا العربية, تميز عزفه بأسلوب جمع فيه التراث الى المميزات التركية والعربية منتقلا بين المقامات بطريقة متجانسة.. سريعة في التقاسيم والمؤلفات وكانت تلك ميزة البارعين في الناي آنذاك.. تميزت بحوث علي الدرويش بالدقة وربطها بممارسة الفعل الموسيقي له بحث في السلم الموسيقي العربي قارن بينه وبين السلم الفيثاغوري والسلم الغربي المعدل القائم على مبدأ أنصاف الصوت.‏

محاور الندوات‏

بعد تلك الاطلالة المختصرة لما قدمه الشيخ علي الدرويش .. نعود للندوة التي شملت كل تفاصيل حياة هذا المبدع.. والتي تضمنت محاور هامة منها:‏

1-علي الدرويش عازفا- معلما- الناي في الموسيقا العربية حيث قدمت المداخلات ل.د.نبيل عبد مولاه(تونس) - د.كفاح فاخوري (لبنان) د. يوسف طنوس (لبنان).‏

الجلسة الثانية وكانت محاورها: علي الدرويش باحثاً, مساهماته في اعمال البارون /رودلف ديرلانجيه- دوره في مؤتمر الموسيقا العربية الاول في القاهرة 1932 قدم المداخلات كل من د. مراد الصقلي- مدير مركز الموسيقى العربية والمتوسطيةبتونس.‏

أ.أحمدبوبس - أ. محمد قدري دلال (سورية) - عزةمدين (مصر) اما محاور اليوم الثاني :ابناء علي الدرويش :نديم وابراهيم والمداخلات ل:أ.هالة نديم الدرويش -محمد قدري دلال »سورية«.‏

أما علي الدرويش باحثافي اصول الموسيقا العربية ونظرياتها«, فكانت المداخلات ل: د.محمود قطاط- د.هالة نغرة- د. الاسعدالزواري - د. مراد سيالا (تونس) اليوم الثالث والاخير فدارت محاوره حول»علي الدرويش باحثا في اصول الموسيقا العربيةونظرياتها«(2) ومداخلاتها لكل من : د. نداء ابومراد (لبنان) - د.الاسعدقريعة (تونس) - أ. سيف الله بن عبد الرزاق (تونس).‏

وعرض ايضا فيلم وثائقي عن الشيخ علي الدرويش من اخراج الاستاذ جميل ولاية ومدته نصف ساعة.. وكان الموعد المسائي مع الحفلات الموسيقية تكريما للشيخ علي الدرويش.. أحيتها كل من فرقة حلب للموسيقا العربية بقيادة الاستاذ محمد قدري دلال على مدى يومين, وحفلة موسيقية احيتها مجموعة مراد الصقلي للموسيقا التونسية.‏

اللو : الندوة تكريما لابداعه‏

شهادات‏

نبيل اللو : مدير عام دار الاسد للثقافة قال: علي الدرويش كان له اهمية على المستوى السوري والمستوى العربي والدولي بسبب ترحاله الدائم وفهمه للنظرية المقامية العربية والتركية والفارسية والهندية لانه وصل الى الهند.. وتعتبر جداول علي الدرويش المقامية السلمية النظرية ادق الجداول على الاطلاق.. وهذا لايعني انه لم يكن فيها نسب ضئيلة من الاخطاء مايمكن ان نسميه الخطأ الحسابي.. الندوة كانت غنية ولاول مرة نسمع ونتابع هذا النوع من النفس العلمي الاكاديمي التحليلي النظري للباحثين العرب المشاركين عن احد كبار موسيقيينا والذي يحق لنا ان نفخر.. وللاسف علي الدرويش معروف لدى قلة من الباحثين والموسيقيين ومعروف خارج سورية.. لقد ابدع الباحثون التونسيون وبينوا مدى عمق معرفتهم بهذا المبدع العظيم.. من خلال مشاركتهم وبحوثهم في هذه الندوة .‏

> د. يوسف طنوس(لبنان):الندوة اعطتنا فكرة شاملة عن الشيخ علي الدرويش كموسيقيين كنا نجهلها.. هذا اللقاء اضاف معلومات عنه كنموذج موسيقي لكل العرب فهو »استاذ وعازف وملحن ومنظر في الموسيقا العربية, جمع التراث كله فنرى التراث (السوري - التركي - التونسي- وغيره) موجودا في موسيقاها وهي ميزة هامة.. ونحن قبل ان نفتش عن العولمة علينا ان نرى »العوربة« بالاخذ من التراث العربي..‏

> د.مراد الصقلي - مدير مركز الموسيقا العربية والمتوسطية (تونس): نحن لانكتشف علي الدرويش في هذه الندوة لانه معروف كموسيقي وباحث وواضع لمناهج تعليم المقامات..في الندوة تعمقنا في شخصيته الموسيقية واعمال تحليلية لمقارباته النظرية واعمال تقديمية لموقعه.‏

أ.جميل ولاية (مخرج الفيلم): الفيلم الذي عرض في الندوة اخرجته لصالح التلفزيون السوري ولم يعرض.. قد يعود لعدم المعرفة بأهمية علي الدرويش.. والفيلم تم اخراجه عام 97 .‏

مقتطفات‏

> أقيم معرض للصور النادرة يعرض لمراحل في حياة علي الدرويش .. والصور من الزميل احمدبوبس..‏

> صدر كتاب بمناسبة الندوة حمل عنوان »العالم الرحالة الشيخ علي الدرويش الحلبي« لمؤلفه محمد قدري دلال صادر عن الهيئة العامةلدارالاسد للثقافة والفنون.‏

> كل ماتقدم من بحوث هامة في الندوة سيطبع في كتاب ليكون مرجعا موسيقيا بحثيا.‏

> أبدى الوفد التونسي ثقافته الواسعة.. واطلاعه الهائل .. فكان الحضور السوري خجولا امامه.. فأين الباحثون..وأين الحضور الذي غاب عنه الطلبة الدارسون في المعهد العالي للموسيقا .. وأساتذتهم الذين وجهت لهم الدعوات فغابوا أو تغيبوا.. رغم الدعوات التي وجهت اليهم..‏

> دار الاسد للثقافة ستضيء شمعة من شموع المبدعين في وقت لم تعلن عنه لرجل المسرح العظيم (أبي خليل القباني )والتحضيرات جارية للمزيد..‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية