صامدون وسنبقى..
فواصل- مجتمع الأحد 13-12-2015 فردوس دياب فلنتذكر جيدا قبل أن نأوي إلى أحلامنا المهاجرة وقد توسدنا حزننا و وجعنا وغربتنا الطويلة، أننا صامدون وسنبقى بما ندخر من إرث قيمي وحضاري وتاريخي كبير لا تزال وحوش الإرهاب قاطبة تتسابق وتتصارع لذبحه ونهشه والتهامه.
ولنتذكر أيضا وقبل أن نهرع إلى ذكرياتنا القريبة منها والبعيدة نتلمس الأمن والامان الذي كان يُطوقها ويَحفها من كل اتجاه وجانب، أننا سنبقى صامدين لطالما تمسكنا بوعينا و وحدتنا وتلاحمنا، و ما تبقى من أشلاء قيمنا الخيرة التي لا نزال نحتفظ بجزء كبير منها في أعماقنا جنبا إلى جنب مع أشلائنا من اجل أن نقاوم ونقاوم و نقاوم.
قد يكون البعض منا استسلم مبكرا جدا حتى قبل أن يدخل المعركة وقبل أن تلوكه أعاصير الحزن والوجع والغربة، وقد يكون البعض الآخر ترك أشلاءه خلفه دون أن يحملها ومضى عاريا من كل شيء، من أحلامه و ذكرياته و وطنه، لكن الباقي كثير وبرغم كل هذا الطوفان المخيف الذي يحمل خليطا من الوجع والحزن والخيانة وقلة الأخلاق وانعدام الضمير، الطوفان الذي كاد يبتلع كل ما في طريقه، لا يزال يواجه كل لحظة الموت والوجع، يواجهه بجسده المتخم بطعنات الغدر والخيانة، يواجهه بأشلائه المبعثرة هنا وهناك دون أن يسمع احد أنين جراحه و وجعه، وهو رغم ذلك يمضي ويمضي دون أن ينظر إلى الوراء إلا تحسبا من أن يكون نسي خلفه قطعة من جسده المدمى .. هذا هو السوري الصامد والشامخ منذ نحو خمس سنوات، السوري الذي لا يزال يقارع المستحيل وينتصر عليه.
|