بدأ الحفل بالنشيد السوري ومعه نشيد فلسطين وسط حضور رسمي تقدمته السيدة الدكتورة نجاح العطار نائب رئيس الجمهورية والأستاذ عصام خليل وزير الثقافة، والدكتور نضال الصالح رئيس اتحاد الكتاب العرب في سورية، ورئيس اتحاد الصحفيين السوريين ومجموعة من السفراء وحشد كبير من المثقفين والمتابعين. وفي كلمة وزارة الثقافة ألقاها معاون وزير الثقافة توفيق إمام، قال فيها:(في دمشق وجد الراحل ضالته فكانت له الأم الحنون الرؤوم والحضن الدافئ المعطاء، فيها مارس نضاله القومي العربي الفلسطيني، إضافة الى عمله الصحفي والإبداعي فأثمرت تجربته عن مجموعة من المؤلفات القيمة لعل أبرزها حول المسألة اليهودية ومجموعة من المقالات والترجمات فقد عاش الراحل قامة شامخة واحتضنته دمشق روحاً وجسداً.
بدروه قال الدكتور نضال الصالح رئيس اتحاد الكتاب العرب مخاطباً الراحل: سبعة وسبعون عاماً وفلسطين في روحك وحبرك هي فلسطين، كأنك ذلك الـ وديع في بديعة جبراً (السفينة) الذي أرهقه التشرد في المنافي بعيداً عن قدسه فرنّم (قضيت هذه السنين كلها مصراً على الزواج منها، أعني الأرض، أجمع الفلس الى الفلس من أجل نور عينيها لقد نقلت أموالي الى القدس، واشتريت أرضاًَ واسعة..
وسأشتري أرضاً أخرى وسأبني بيتاً كبيراً.. وأزرع البندورة والتفاح، ولو أنني لست فلاحاً، سأهشم الصخر، وأفرش عليه تراباً من تربتنا الخصبة الجميلة.. وسأتزوج حالما أرجع، لكي أجمع بين المرأة والأرض..
أما الشاعر خالد أبو خالد رفيق دربه، فقد رأى أن حمزة كان مثقفاً عربياً فلسطينياً خاض تجربة نضالية وكان مناضلاً صلباً في صفوف البعث، وكان يرى أن سورية تخوض الآن حرباً وطنية قومية عظمى، مؤكداً أنها ستبقى حاضنة لكل نضال عربي أصيل، وستنتصر على المؤامرة الكونية.
أرملة الراحل السيدة ماجدة شاكر ورفيقه دربه رأت أن أمنيته كانت أن يضم تراب فلسطين جسده في القرب من أبيه وأجداده في قلعة البرقاوي، وهو الذي حمل جراحها في كل مكان، ثم توجهت بالشكر الى السيدة الدكتورة نجاح العطار نائب رئيس الجمهورية لإحاطتها الكريمة لهم بالمحبة والتقدير والمودة.
كلمة أصدقاء الراحل ألقاها السيد سامي العطاري عضو القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي، توقف فيها عند حياة البرقاوي الأدبية والفكرية والسياسية ورأى أنه كان مخلصاً لكل مبادئه حتى آخر لحظة من حياته، واختتم التأبين بكلمة رئيس اتحاد كتاب فلسطين الشاعر مراد السوداني ألقاها عبر الهاتف أشاد فيها بما قدمه الراحل من نضال وفكر وقال مخاطباً إياد: (هاهي سورية يا أبا طارق تنهض من جديد بشهدائها وجراحها الباهظة وأنهار الدمع وقصف الدمار، تنهض واثقة صادقة تردد نشيد البقاء ولتقول للغزاة: (لن تمروا).