تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


مدير الهيئة العامة السورية للكتاب لـ « الثورة »: نســعى إلى إصـدار كتـاب يليق بثقافتنـا الوطنيـة ويحتـرم عقـــل القـــارئ

ثقافة
الأحد 13-12-2015
عمار النعمة - ف. د

حين نتحدث عن حال الثقافة والإبداع في أي بلد من بلاد العالم, فإن علينا أن ننظر إلى حركته في عالم النشر والإبداع, من هنا نجد أن النشر حركة وسمة أساسية من سمات التطور الفكري, وفي سورية ثمة حركة نشر هامة جعلت الكتاب ركناً أساسياً في الثقافة السورية,

والهيئة العامة السورية للكتاب من أحد أهم مؤسسات النشر.. وهي اليوم تضع خططاً جديدة في توجهات النشر ومعاييره, والترجمة عن اللغات الأجنبية, ونشر التراث العربي, بالإضافة إلى الاهتمام في نشر مايقدم للأطفال.‏

حول واقع الهيئة والعمل فيها وتطلعاتها التقينا الأستاذ توفيق أحمد مدير عام الهيئة العامة السورية للكتاب وكان اللقاء التالي:‏

- هناك خطة مقترحة لتطوير أداء الهيئة العامة السورية للكتاب ماذا تخبرنا عن هذه الخطة؟‏

-- في توجهات النشر تم التركيز على السوية والإبداع ووضع معايير عامة في قراءة وتقويم المخطوطات المقدمة للنشر تنضوي تحت ثقافة التنوير والحوار والحداثة ومواجهة كل أشكال الظلام بما يحقق التناغم بين المحتوى والشكل الفني ومتطلبات كل جنس أدبي من خلال الابتعاد عن النص الماضوي المكرر, والتأكيد على سلامة التوجه الوطني في الدراسات الفكرية والاجتماعية والسياسية التي تعبر عن منظومة القيم الوطنية والقومية والاخلاقية والإنسانية التي آمن بها شعبنا, والحرص على التجديد في الشكل الفني وسلامة اللغة العربية, وتكليف مؤلفين من أصحاب الاختصاص لوضع كتب تتناول النظام العالمي الجديد ومتطلباته والمآسي التي تسبب بها ونقد ظاهرة تسلط الإعلام وتغوله على الحقائق الإنسانية الأصيلة.‏

أما في توجهات الترجمة عن اللغات الأجنبية ركزنا على تشجيع الترجمة من اللغات الأخرى لموضوعات تشغل الرأي العام في سورية والبلاد العربية في ميادين العلم والسياسة والاجتماع على أن تتمتع هذه الموضوعات بالموضوعية والفائدة.‏

وفي توجهات نشر التراث العربي تم التأكيد على التوسع في مفهوم التراث ليشمل التراث السوري الحضاري القديم والاهتمام بنشره أو إعادة نشر الكتب التراثية المهمة.. أيضاً تكليف أصحاب الاختصاص باختيار مايمكن نشره من الكتب الكاملة أو بمختارات منها بما يعزز القيم الإنسانية في الحق والخير والجمال.. والحرص على التخريج والتوثيق العلمي وسلامة اللغة والطباعة الأنيقة في المخطوطات التراثية المعدة للنشر.‏

وفي توجهات نشر أدب الأطفال: قمنا بالتركيز على المؤلفات الموجهة للأطفال وذلك من خلال: سلاسل تخص الأطفال واليافعين لاتقتصر على الأعلام والإبداع القصصي بل الشعري والمسرحي والعلمي... وإعادة هيكلة مجلة أسامة وتوزيع دائرة توزيعها.. والاستعانة بالتربويين وبكتّاب أدب الطفل في تقويم مايصدر عن الهيئة من مطبوعات في هذا المجال.‏

- شهدت الهيئة العامة السورية للكتاب تغيرات عديدة خلال فترة زمنية قصيرة, هل لديكم استراتيجية جديدة تتجاوز ماكان؟‏

-- العاملون في الهيئة هم زملاء وأصدقاء, وأنا على علاقة بالكتاب ومعني به وبجودته منذ البداية, كان لابد من التعرف على الهيكلية التي تتألف منها الهيئة من الناحية الإدارية وغير ذلك, ثم المديريات التابعة للهيئة وعمل كل منها... وبعد ذلك أو بالتزامن مع ذلك عملنا على اللقاءات الثقافية والاستماع إلى الملاحظات والاقتراحات باهتمام واصغاء شديدين, ثم باشرنا بوضع خطط عمل تقوم على تحفيز العمل الجماعي وفق مخطط يجعل من الهيئة أكثر فعالية وحيوية وسيظهر ذلك في الأيام القادمة من حيث نوعية الاصدارات وشكلها ومحتوياتها في كل مجالات التأليف والترجمة, وستقوم الهيئة بإصدار سلاسل جديدة تشمل فروع المعرفة والثقافة المتنوعة وبعضها سيصدر من جديد تحت عناوين جديدة.‏

- شهدت سلسلة آفاق ثقافية تراجعاً خلال العامين الماضيين مع الإشارة إلا أنها قدمت موضوعات متميزة, هل من جديد حولها؟‏

-- سلسلة آفاق ثقافية كتاب شهري صدر منه عدد كبير من العناوين وبعضها هام والبعض الآخر يندرج ضمن عملية التراكم التي تتفاوت أهميتها من شخص إلى آخر.. هذه السلسلة أوليناها أهمية خاصة من حيث جودتها ومن حيث أنها تعني القطاع الأوسع من القراء وأن تعنى بالأفق الثقافي العام الرحب والمفتوح, وهي سلسلة تباع بسعر محدود أقل بكثير من سعر التكلفة حتى تصل إلى قطاع واسع من القراء وتكون متاحة لأكبر عدد ممكن.‏

- أثيرت عدة قضايا حول بعض الكتب, وللبعض ملاحظات عليها, هل ثمة معايير جديدة للنشر في الهيئة؟‏

-- من الطبيعي أن تثار النقاشات والآراء حول الكتب وهذا أمر يسرنا لكن من الصعب إرضاء كل العقول وكل الأمزجة... وبكافة الأحوال نرغب أن يثار جدل حول كتاب من إصدارات الهيئة بما يجذب القراءة ويثير فضول القراء للمتابعة, لكن ما أثير أحياناً بعضه محق والبعض الآخر يندرج ضمن الإثارة الصحفية أو المبالغة أو لغايات عند البعض.‏

سنسعى في الهيئة إلى تقديم كتاب يليق بثقافتنا الوطنية وبتراثنا الثقافي القديم والمعاصر, كتاب يحترم القارئ ويحترم عقله ووجدانه دون التفريط بأساليب الكتابة الرفيعة من منطلق الحرص على تعدد مذاهب وطرق الكتابة الفنية من شعر وسرد نثري والحفاظ على حرية التعبير مع ضرورة مراعاة المشاعر الاجتماعية وامن وسلامة الإنسان في الوطن.‏

- لوحظ انكفاء وزارة الثقافة - الهيئة العامة السورية للكتاب وعدم المشاركة في المعارض الداخلية والخارجية؟‏

-- حققت الهيئة مشاركة وحضوراً في كافة المعارض التي أقامتها المؤسسات والوزارات واتحاد الناشرين ضمن الظروف القائمة, بالإضافة إلى معارض دائمة في (جامعة دمشق - كلية الإعلام - معرض دار الاسد للثقافة والفنون - معرض جامعة تشرين في اللاذقية...الخ) حيث يتوفر لدى تلك المعارض كافة الإصدارات من الكتب حتى آخر اصدار يتم عرضه.‏

أما المشاركات الخارجية فهي لم تتم بسبب الواقع السياسي والمالي مع الدول العربية التي تقيم هذه الفعاليات, ولكن تتم المشاركة من خلال بعض دور النشر التي تشارك بالمعارض الخارجية حيث يتم اقتناء الكتب الصادرة عن الوزارة والمشاركة بها, وتكون المشاركة من خلال السفارة كإيران أو من خلال الأسابيع الثقافية التي مع (العراق وإيران).‏

- تنحصر المطبوعات في المراكز الثقافية, لماذا لايكون هناك وجود اكشاك في وسط المدينة؟‏

-- المراكز الثقافية هي المكان الذي يجب أن يكون فعالاً لدى الوزارة وهو متوفر في كافة المحافظات بالإضافة لوجود مراكز في المناطق تابعة للمركز الرئيسي للمديريات الثقافية في المحافظات, فقد تم افتتاح منافذ بيع للكتب في المناطق من خلال تلك المراكز مثل طرطوس يتبع لها (خمسة مراكز) في المناطق مثل: دريكيش - بانياس - قدموس.... أما دمشق فيتبع لها أبورمانة - كفرسوسة - المزة - الميدان - العدوي.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية