هدفت الى توجيه الصغار واليافعين، نحو مشاعر التعلق بالوطن، والدفاع عن قيم الخير والحق والعدالة، والحض على تحقيق الحضور الذاتي والاسلوبي في العمل الأدبي والفني.
نشأنا على روائع رسومات ممتاز البحرة، التي كانت توضح الدلالات الكتابية المقروءة في أشعار وأناشيد سليمان العيسى، في كتبنا المدرسية في الصفوف الابتدائية كافة، ثم في المجلات والكتب والمطبوعات الموجهة الى الأطفال واليافعين معاً.
والمعروف عن الراحل سليمان العيسى أنه كرم قبيل رحيله، أما توءمه الروحي ممتاز البحرة، فلا يزال يعيش في دار السعادة، بلا تكريم، هو الذي يستحق كل تكريم واحترام وتقدير لدوره الحيوي، ولعبقريته الفذة والنادرة، والتي لاتتكرر، ولأنه أيضاً وطني بامتياز، ورسوماته ومواقفه تشهد على ذلك، ولا يمكن فصل شعر سليمان العيسى الوطني، عن رسومات البحرة، التي تفيض بالرموز الوطنية والقومية، ولهذا شكلا معاً ثنائياً وطنياً وتربوياً وابداعياً، لايغيب عن الوجدان والذاكرة.
قد تكون المرحلة المتوترة والمضطربة، التي نعيشها، والصاخبة بالمآسي والويلات، لعبت دورها السلبي في هذا المجال، لكن المطالبة بتكريم ممتاز البحرة، قبل فوات الأوان واجب وطني وانساني، حتى يأخذ المساحة التي يستحقها في حياته، أسوة برفيق دربه الشاعر الراحل،
فرسوماته مثل أشعار العيسى، تتآلف تآلفاً سحرياً، وتعيدنا إلى بدايات خربشاتنا وكتاباتنا ورسوماتنا الأولى، إضافة لدورهما التاريخي، في تدعيم تيار الثقافة الإنسانية الطفولية, في جوانبها الحضارية والتراثية. ولايمكن تفهم مدى تأثيرهما على الأجيال المتعاقبة،إلا باستعادة عبارة قالها لي ممتاز البحرة، في أحد حواراتي معه ومفادها: إن التلاميذ كانوا حين القائهم قصيدة، يذكرون في نهايتها اسم سليمان العيسى واسمه.
facebook.com/adib.makhzoum