فمن الشفاهة الى الكتابة المدونة الى وسيلة جديدة هي ذلك الفضاء الالكتروني الواسع الذي بات قبلة الادباء من الشعراء والكتاب كل يلقي حمولته على ضفافه بانتظار (لايك) من هنا واعجاب من هناك بعد ان أعيتهم المنابر الاعتيادية التي لم تعد تلبي احتياجاتهم ولاتتسع لمواهبهم حسب ادعائهم.
هنا يتحللون من القيود ويطلقون العنان لمواهبهم لتحلق في ذاك الفضاء (الفيسبوكي) ليكشفوا عن نوع جديد من الكتابة لاتخضع للقوانين المعتادة، فهي تبث موقفا هنا او سطورا عابرة هناك تعكس موقفا ما تصنعه الاحداث عبر نصوص تطول او تقصر قد تحمل في صفاتها مايحمله النص الادبي من عوالم الحكاية وروح القصائد.
النشر الالكتروني الذي يتخذ من (الفيسبوك) منبرا رئيسا له يواصل توسعه وانتشاره من خلال اعمال ادبية يمكن ان تصنع حراكا حقيقيا في الساحة الادبية وتشكل لبنة جديدة في بناء هذا النوع الادبي او ذاك بما يعرض من وسائل تعبيرية ادبية جديدة وربما انواع ادبية جديدة وخصوصا اننا جميعا اصبحنا بشكل او بآخر نتواصل ونتابع مع شبكات التواصل الاجتماعي من خلال صفحاتنا على الفيسبوك بشكل يكاد يكون لحظيا، نتواصل، نتابع، نكتب، نبوح، متحررين في ذلك من سلطة الزمان والمكان.
واللافت ان بعض الادباء يجعلون من صفحاتهم منارة ينشرون فيها كل جديد ويناقشون القضايا المستجدة على الساحة ويخلقون نقاشا جادا على صفحاتهم بحيث يستطيع من يتابعهم ان يستفيد بشكل حقيقي ويطور نفسه ويلم ببعض ماهو جديد على الساحة الادبية والفكرية.
ونحن والحال هذه مانتمناه ان تكون هذه الظاهرة اكثر جدية حتى يتاح لكتاب لايعرفون بعضهم البعض ويتشابهون في بعض الرؤى الادبية ان ينشؤوا مجموعة او مجلة او موقعا الكترونيا يبلور رؤاهم ويكون بوابة جديدة لشباب هم على طريق الابداع، فالوطن غني بإنسانه العريق، جذور ثابتة وطموح لايحد.