|
حين يبدعون.. قصصاً من عوالم الطفولة ترسم ملامـح الأمل ثقافة وما اكثر الذين مات ابداعهم لانهم لم يجدوا من يرعاه او يهتم به، والابداع الذي نعنيه ليس الادب بفنونه والوانه ابدا انما هو في كل الوان وصنوف العمل والعطاء.
البتول مهيب اسكيف الطفلة الواعدة في عوالم الادب والالقاء والقصة تصدر عن الهيئة العامة للكتاب بدمشق مجموعتها القصصية الاولى تحت عنوان: كن جسراً يعبره الاطفال، لكتابة اسم الوطن عاليا، من البداية يبوح العنوان بالكثير مما يمكن ان يترجم الى وقائع واسئلة لابد انها تخطر في البال، والاجابة عليها من خلال القصص التي تقدمها بسلاسة وعفوية، وهي مشغولة بنبض الطفولة وعطائها، وقدرتها على التخيل. بدءاً من العنوان: كن جسرا، أي لامفر لك إلا ان تكون ابن الوطن، والجسر الى حيث الامن والحياة والاستقرار والبهاء والضوء والنور والحياة، يعبره، العبور الامن السليم الذي يجعلك مطمئنا الى انك تعبر الى ضفة هي ارضك وماؤك وحياتك وشعبك ومستقبلك، الاطفال نسغ الحياة ووعد اليوم للغد والمستقبل، فلا غد بلا اطفال ولا اطفال يعبرون اليه، ان لم نحسن بناء الجسور. لكتابة اسم الوطن عاليا، الكتابة، هي فعل الحياة وفعل الاستمرارية، ليست حبرا وكفى، انما هي بكل معانيها تتجلى بالامل والعمل والحياة وسير القادم من تضحيات الشهداء، اسم الوطن عاليا، من لايرفع اسم وطنه في كل محفل وكل مكان، لاحياة له، ومن هو اجدر بالفعل من ابناء الوطن انفسهم، يرسمون الدروب للاطفال لكي يعبروا الى الغد الآمن، كما عبرنا و كما مهد لنا اباؤنا الدروب. المجموعة الصغيرة عابقة بالمعاني والدلالات بدءاً من عناوين القصص القصيرة المحبوكة بلغة الطفولة البريئة: عطاء ام سورية \ تقرير المصير \الربيع \ سلاح العلم \ أهمية القراءة\ إبداء الرأي \ الشهيدة ميرفت من رفيقات السلاح..\ الشهيد عمار \ غيمة سوداء. يلاحظ المتابع أن المجموعة مشغوفة بالحياة، بالهم الوطني الذي نعيشه ونعنى به، في قصة عطاء ام سورية نقرأ:فقالت له: كن جسرا يعبره الاطفال عاليا، وضمت فارسا الى صدرها مودعة اياه، والتحق فارس بالجيش، واصبح طيارا وتعرضت سورية لهذه المؤامرة الكونية، وطلب القائد من فارس القيام بمهمة تفجير موقع للارهابيين، وعندها يرن هاتف فارس: كيف انت يا بني، فارس: بخير ياأمي، الام: كن شعلة من نار تحرق أعداء الحب والانسانية، وبعد ان سمع فارس هذه الكلمات من أمه تقدم نحو القائد وقال: أنا مستعد لتنفيذ المهمة، انطلق فارس بطائرته فوق سماء وطنه... وفي قصص المجموعة ما يثير الطفل ويشده لانها مكتوبة بلغة الطفولة واسلوبها، والاطفال هم الاقدر على التعبير عن مكنونات انفسهم، يعرفون كيف يصبون مفرادتهم في تراكيب بسيطة تعبر وتصل الى مسامع وقلوب اقرانهم وهنا تبدو جمالية ان يكون الطفل قادرا على التعبير بلغة بسيطة هي الأنقى والاكثر براءة لان الحياة لم تلوثها ابدا، وان كانت لفحتها بشيء من شمس حارقة قاسية، لكنها تجعلها تنضج بهدوء وروية،لتكون شجرة الحياة السامقة والوارفة في بستان الوطن وما اكبره واروعه من بستان لانه مرو بدماء الشهداء. شكرا للبتول مهيب اسكيف على مجموعتها, والشكر ايضا للهيئة العامة السورية للكتاب على اصدار هذه المجموعة لانها تجربة جميلة تعنى بالابداع وتدفع بأطفالنا الى آفاق جديدة نأمل ألا تكون هذه المجموعة فريدة ووحيدة فيها، بل ضمن سلسلة تستمر ما دام نسغ Yomn.abbas@gmail.com" Yomn.abbas@gmail.com"موجوداً. Yomn.abbas@gmail.com" Yomn.abbas@gmail.com">الوطن Yomn.abbas@gmail.com" Yomn.abbas@gmail.com"موجوداً. Yomn.abbas@gmail.com" Yomn.abbas@gmail.com
|