ربما لولا اعتراض وتحفظ بعض الدول العربية كالعراق ولبنان والجزائر وعُمان، على بعض المهازل التي تجري هناك، لما بقي في هذه «الجامعة» ما يذكرنا بالعروبة سوى اسم أمينها العام و»العباءات» والأزياء الفلكلورية التي يتنكر بها بعض الحضور، فالوجوه التي تتقطر سُمّاً وحقداً، والألسنة التي تتشدق نفاقاً وكذباً، والقرارات والتصريحات المحشوة فتنة وتحريضاً، كلها أدلة لا تترك مجالا للشك في مدى تبعية عرب الجامعة وخدمتهم للمشروع الصهيوأميركي الذي يستهدف دول منطقتنا وشعوبها.
في كل مرة يجتمعون فيها ثمة كارثة على الأبواب، حيث بات دورهم الوظيفي اليوم محصوراً بإثارة الفتنة الطائفية والمذهبية واستعداء إيران والهجوم عليها وتشويه صورة المقاومة الشريفة ووصمها زورا بالإرهاب، الأمر الذي يوفر لإسرائيل ما تحتاجه من الغبطة والفرح والأمان، فما طلبته وعجزت عنه خلال سبعين عاماً يتلهف صهاينة الخليج لتقديمه لها على طبق من فضة، وما سعت إليه أميركا عبر الفوضى «الخلاقة» هاهم يشمرون سواعدهم «الملوثة» بالنفط والدماء لمنحه مجاناً.
وللمرة الألف نسأل عرب الجامعة اللاهين عن كل أمر عظيم، أين هي قضية فلسطين في سلم اهتمامكم، وأين شعبها المقهور والمشرد والمحاصر على جداول أعمالكم، بل أين القدس والمسجد الأقصى المستباحان من قبل الصهاينة على قاموس شهامتكم المتصحر، ولماذا يختفي مصطلح «الجهاد» عندما تذكر فلسطين، ويحضر وتستحضر معه كل فتاوى التحريض والفتنة حين تكون الخصومة بين العرب أو بين المسلمين..؟!
من المعيب حقاً أن هذه «الجامعة» تحولت فعلياً إلى طبل أجوف يتعاقب عليه ذات الطبالين البلهاء، فقط لإثارة الضوضاء والضجيج..!!