تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


بعين أكثر اتساعاً

إضاءات
الثلاثاء 12-1-2016
سعد القاسم

كتابان نشرا حديثاً للكاتب ذاته، قام بترجمتهما، أو للدقة، قام بإغناء المكتبة التشكيلية العربية بهما الفنان التشكيلي الدكتور فيروز هزي.

الكتاب الأول حمل عنوان «فينوس النائمة»، فيما حمل الكتاب الثاني عنوان«دراسات في الفن التشكيلي»، وفي واقع الحال ضم كلا الكتابين دراسات غنية في الفن التشكيلي يجمع بينها رؤية المؤلف العميقة والشاملة، وأسلوب المترجم الذي يشي عن معرفته بأهمية العمل الذي يترجمه، وإدراكه لأفكاره، ومن ثم قدرته على إيصال هذه الأفكار إلى قارئ العربية بأسلوب سلس واضح وعميق بآن واحد.وأعترف أني لم أكن قد سمعت مسبقاً باسم «ميخائيل ألباتوف» مؤلف الكتابين، ولم أستطع أن أجد عنه شيئاً على (النت)، رغم أهميته التي تعلنها صراحة النصوص المتضمنة في كلا الكتابين، واستعنت أخيراً بالمترجم الدكتور فيروز الذي أفادني بأن اسمه الكامل «ميخائيل فلاديميرفتش ألباتوف» ولد عام 1902, ونال درجة (دكتواره الدولة) عام 1932 من جامعة برلين . وهو يحتل مكانة مرموقة في مدرسة النقد الفني السوفيتية. له العديد من المؤلفات المعروفة في تاريخ الفن العالمي والروسي، وتدرس كتبه في العديد من جامعات أوروبا، وقد توفي عام 1986.‏

يمثل كتاب «فينوس النائمة» دراسة طويلة تتناول في ستين صفحة عدداً من اللوحات الفنية التي تعود إلى القرنين الخامس عشر و السادس عشر، كان الجسد الأنثوي موضوعاً لها، ويتركز بشكل خاص على لوحات «فينوس»، وبشكل أكثر تحديداً على اللوحات التي صورها كل من «جرجوني» و«تيتسيانو»، وما أثير من جدل حول إحداها، لجهة الارتياب بأي منهما قام بتصويرها. غير أن أهمية هذه الدراسة لا تتجلى فيما أوردته من وقائع ورؤى نقدية، وإنما في إيرادها تلك الوقائع والرؤى على خلفية الواقع الاقتصادي – الاجتماعي، وأثره على التوجه الفني. وخاصة التحولات الفكرية السياسية التي عاشتها الطبقة الارستقراطية في البندقية منذ أواسط القرن السادس عشر. وهذا الاهتمام بأثر الواقع الاجتماعي والاقتصادي والسياسي على التوجهات الفنية تغفله كثيرٌ من الدراسات النقدية والبحثية،مما يفقدها جوانب أساسية فيها، بخلاف ما فعل «ميخائيل ألباتوف».‏

لا يخرج كتاب «دراسات في الفن التشكيلي» عن (النهج الشمولي) ل «ميخائيل ألباتوف»، فهو بدوره يتناول موضوعه من جوانبه المؤثرة جميعاً، إلا أنه بخلاف الكتاب الأول يضم ثلاث عشرة دراسة عن فنانين وأعمال فنية يجمع بينها شهرتها وأهميتها، ويفرق بينها انتماءها إلى أزمنة متباينة، دون أن يكون للكتاب شكل كتاب التاريخ الفني، لابتعاده عن التسلسل الزمني المتكامل للفنانين (والأعمال) التي تناولها، ولعدم اهتمامه بترتيب الدراسات من الأقدم إلى الأحدث، حيث تدور الدراسة الأولى حول «بيكاسو»، فيما تدور الدراسات التالية حول فنانين سبقوه بمئات السنيين. وإذا كان «ألباتوف» يؤكد على الجانب الإنساني و(الكفاحي) عند «بيكاسو»، وهو ما تحاول إغفاله، أو تشويهه، معظم الكتابات (والأفلام) الغربية. فإنه أيضاً يسلط الضوء على فنانين على درجة عالية من الأهمية طالما تجاهلهم الإعلام الغربي لأسباب سياسية بحتة،عمادها التعتيم على كل ما هو حضاري ومتقدم عند (العدو)، ولو تطلب الأمر إنكار دور فنانين كان لهم دور مؤثر في تاريخ التطور الفني، وبالتالي تشويه التاريخ الإبداعي للبشرية بأكمله.‏

لا أعلم على وجه اليقين إن كان «ميخائيل ألباتوف». قد أصدر كتاب «دراسات في الفن التشكيلي» متضمناً دراساته الثلاث عشرة بالشكل الذي وصلنا، أم أن الدكتور فيروز هزي قد اختار هذه الدراسات وجمعها تحت هذا العنوان، ففي معرض إجابته طلبي بتعريف بالمؤلف قال: «مع الأسف هو غير معروف كما يستحق في المكتبة العربية لذلك أقدمت على ترجمة بعض دراساته, وأمل أن أكون في جهدي المتواضع وفقت في تعريف القارئ العربي بهذه القامة، ووفيتها بعض ما تستحقه من اهتمام».‏

ومن جهتي أقول: لا بد لمن يقرأ ما ترجمته أن يجيبك:‏

-أجل لقد www.facebook.com/saad.alkassem">فعلت..‏

www.facebook.com/saad.alkassem

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية