تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


خيارات أطلسية بائسة!

إضاءات
الأربعاء 19-2-2014
سهيل ابراهيم

قبل أن تغلق قاعات التفاوض في مبنى الأمم المتحدة في جنيف، وقبل أن يطلق الأخضر الإبراهيمي صفارة النهاية، في الجولة الثانية من مداولات جنيف 2 كانت بعض العواصم الأطلسية قد أطلقت راجمات التصريحات عالية النبرة،

التي تنعي المباحثات ونتائجها وجدواها في المستقبل، ملوحة بالبدائل التي تحتفظ بخطوطها العريضة في أدراج مكاتب استخباراتها، وجيوب وزراء خارجيتها، فباراك اوباما استعجل مستشاريه في مكتب الامن القومي لتصميم خيارات جديدة للتعامل مع الأزمة في سورية، وباريس ولندن استنفرتا ماكيناتهما الدبلوماسية لإلقاء المسؤولية على دمشق في انفراط عقد جنيف2 وأخرجتا من حقائب الشعوذة السياسية عناوين جديدة للذهاب بها إلى مجلس الأمن، بحثاً عن قرار أممي تحت الفصل السابع، يجيز لهما ولحليفتهما الكبرى على الشاطئ الآخر من الأطلسي في الغرب الأمريكي، اختبار اسلحتهم الفتاكة في لحوم السوريين وممتلكاتهم في كل نواحي الوطن، انتقاماً من كبرياء هذا البلد وصموده، طيلة ثلاثة أعوام من حربهم عليه بالواسطة دون أن يحصدوا سوى مرارة الخيبة!‏

التقطت الرياض وأمراؤها المأزومون طرف الخيط، وفتحت صناديق مالها النفطي لشراء الأسلحة النوعية القادرة على تجديد شباب الحرب الدائرة على سورية، واختارت منافذ العبور الى الداخل السوري شمالاً وجنوباً، وضبطت وقتها على الساعة الأطلسية كي تنقذ ما يمكن إنقاذه، بعد انهيار جبهات الإرهاب في معظم المناطق السورية، تحت ضربات الجيش العربي السوري الباسل، وبدا المشهد الأسبوع الفائت وكأن طبول الحرب عادت لتقرع، كيفما كانت النتائج في جنيف، ومهما كان مضمون تقرير الإبراهيمي الذي يتأهب مجلس الأمن للاستماع إليه، لأن المطلوب من جنيف2 في أوهام شركاء الحرب على سورية، هو شيء واحد فقط، صار يدعى تشكيل هيئة الحكم الانتقالي دون سواه، تلك الهيئة التي يفترضون أنها أداتهم للانقضاض على الحكم، وإلحاق سورية بعجلة المشروع الأمريكي – الصهيوني، الذي يعاني من انسداد الأفق أمامه منذ أن طرق الأبواب السورية بالحديد والنار قبل ثلاثة أعوام !‏

لكن المشهد في الميدان السوري ينسج خيوط الحل على طريقة السوريين، ويقدم للعالم نموذجاً جديداً للدفاع عن السيادة والاستقلال وتحصين المبادئ بقوة الحق، فلا جولات هولاند بين تل أبيب والرياض وواشنطن تستدرج أحداً من السوريين الى الخوف، ولا الخيارات الجديدة على طاولة باراك أوباما تلهيه عن أداء الواجب، ولا الأسلحة النفطية الجديدة التي ترسلها استخبارات آل سعود إلى مطار المفرق الأردني في بطون طائرات الشحن، تغير فاصلة واحدة في جدول مهام الجيش العربي السوري من معبر باب الهوى شمالاً الى آخر معبر في الجنوب يتسلل منه قطاع الطرق وأسلحة الإرهاب إلى التراب السوري، فالتهويل بات مألوفاً، ولغة الإنذارات باتت مبتذلة، والحديث عن الحرب بات قديماً، والسوريون يخوضون حربهم بكفاءة عالية منذ ثلاثة أعوام، فما الجديد إذن، وما معنى أن تقرع طبول الحرب ونحن في قلب ساحتها، والعدو هو العدو، والسلاح هو نفس السلاح، ولأن التاريخ يكتبه المنتصرون، فنحن من سيكتب التاريخ .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية