تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


أول الكلام

ثقافة
21/2/2008
الثقافة المفترى عليها..

يحلو لبعض المشتغلين بالثقافة ترديد مقولة بين الحين والآخر وهي أن الثقافة لا تطعم خبزاً,‏

إما لتبرير قصورهم للوصول الى النجومية التي حققها عشرات المثقفين الذين وصلوا بإنتاجهم المتميز شهرة تجاوزت حدود أقطارهم ونقلتهم الى العالمية أو كما يقول عبد الله حمدان رئيس تحرير مجلة عمّان في افتتاحية أولشدّ الانتباه الى أوضاعهم المعيشية متدنية المستوى في محاولة للحصول على دعم هذه المؤسسة أو تلك ولومن خلال شراء كمية من منجزهم الثقافي حتى لو كان مصير تلك (الكمية) هو المستودعات التي تجد فيها الجرذان مكاناً ملائماً للعبث بها.. وأعتقد أن أخطر ما في المقولة إياها.. إنها تشكل رسالة مباشرة للجيل الذي يحث الخطا لتحقيق حلمه يوماً ما بأن يصبح جيلاً مرموقاً, وبضرورة التخلي عن حلمه هذا والاستعاضة عنه بحلم آخر يحقق له مردوداً مالياً طالما إن الثقافة ليست هي الخيار الأنسب لمستقبله والغريب حدّ الدهشة أن أصحاب تلك المقولة يعلمون حق العلم أن هنالك المئات من الكتاب ومن مختلف الأجناس الأدبية استطاعوا من خلال منجزهم الثقافي المتميز رواية وقصة وشعراً وعملاً مسرحياً وفناً تشكيلياً, ليس تحقيق شهرة عالمية غير محدودة فحسب, بل وحققت الآلاف من النسخ بل والملايين من المبيعات حققت لهم مردوداً مادياً ويخلص الى القول: أود أن أقول: إن الثقافة الحقيقية المعبرة عن نبض الشارع وتطلعاته وطموحاته تطعم صاحبها سمناً وعسلاً وتنقله الى مصاف المشاهير كأولئك الذين ما زالوا في ذاكرة ووجدان وعقل القراء على امتداد مساحة كوكبنا الأرضي ولم تخفت هذه الأسماء أو يضعف بريقها رغم مرور مئات العقود.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية