تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


محاضرة..التراث الموسيقي الدمشقي وأعلامه

ثقافة
21/2/2008
لما المسالمة

الموسيقا هي الصيغة التي لازمت الانسان وعبر من خلالها عن أحاسيسه وانفعالاته ومشاعره بدأت منذ أقدم العصور

وتوارثتها الأجيال حتى غدت سمة تميز كل شعب من الشعوب وأصبحت جزءاً لايتجزأ من موروثات الشعوب لتتحول عبر هذه الرحلة الطويلة الى علم له أصوله وقواعده, ودمشق واحدة من المدن التي كان لها نصيب من الموسيقا لا يقل شأناً عما تميزت به طوال تلك العصور .وقدمت الاستاذة والباحثة الموسيقية إلهام أبو السعود عرضاً للتراث الموسيقي الدمشقي وأهم أعلامه في مقر الندوة الثقافية النسائية في الروضة يوم الثلاثاء الماضي تناولت فيه المراحل التي مرت فيها الموسيقا بدمشق ما بين 1914-1946 أي في الفترة ما بين انتهاء الاحتلال العثماني وبدء الانتداب الفرنسي على سورية الذي حمل معه شيئاً من الانفتاح على الغرب بدأ الحماس الموسيقي بين المهتمين ونتج عنه تجمعات موسيقية على أشكال نواد أو فرق أو أي تجمع لهواة من محبي الموسيقا ثم ظهرت الاذاعة السورية والمعهد الموسيقي في آن واحد ما حرض الملحنين على الاهتمام بمختلف الاشكال الغنائية, وأول الاندية التي تأسست في دمشق (نادي الموسيقا الشرقي) أسسه شفيق شبيب عام 1914 ولكنه لم يستمر طويلاً وفي عام 1927 كون الموسيقي المشهور توفيق الصباغ نقابة موسيقية تضم عدداً من الهواة لم تدم اكثر من سنتين وفي عام 1930 أسس الوطني المعروف فخري البارودي بالتعاون مع توفيق صباغ (النادي الموسيقي السوري) وكان موقعه (حي العقيبة وحارة ستي زيتونة) ومن أعضائه فريد صبري , رجب خلقي, ورشاد أبو السعود وغيرهم وتلاه تأسيس معهد الآداب والفنون على يد فؤاد دردري ثم أسس كلٌ من رشاد وعبد الوهاب أبو السعود (دار الألحان والتمثيل ومن أعضائه عمر النقشبندي ثم نادي الفارابي الذي ضم الأخوين طلعت ,ومعهد أصدقاء الفنون الذي أسسه عدنان الركابي ونادي دمشق الموسيقي وضم في صفوفه كبار العازفين أمثال تيسير عقيل, رفيق شكري, وفؤاد محفوظ.‏

وقد ضمت الفرقة الموسيقية رغم كونها من الهواة مجموعة من الموسيقيين ذوي الخبرة الجيدة والثقافة الموسيقية الواسعة فكانت تقدم مختارات من الموسيقا الكلاسيكية العربية كالبشرفن والسماعي واللونغا اضافة الى المؤلفات الجديدة لبعض الاعضاء مثل هشام شمعة, كامل القدسي, خضر جنيد و رشاد ابو السعود‏

أعلام الموسيقا الدمشقية‏

من رموز النهضة الموسيقية في دمشق المرحوم فخري البارودي الذي جعل بيته معهداً ونادياً موسيقياً فقد أسس البارودي أول معهد موسيقي رسمي عام 1947 وأغلق عام 1949 وواصل البارودي جهوده ليعيد فتح المعهد وتم تأسيس المعهد الموسيقي الشرقي وقد عاصر مرحلة البارودي الفنان عدنان قريش (لعبت الاذاعة دوراً هاماً في اطلاق الموسيقيين وكان من أوائل ا لمشتغلين فيها عدنان قريش والمطربة كروان حيث ترأس دائرة الموسيقا الفنان شفيق شبيب).‏

وقد شهدت دمشق في تلك الفترة عدداً من الموسيقيين المبدعين من أهمهم الاستاذ مصطفى الصواف الذي عمل مدرساً لمادة التربية الموسيقية في ثانويات دمشق ومعاهد المعلمين وأسس الاستاذ الصواف نادياً موسيقياً باسم النادي الموسيقي العربي كما درس الموسيقا أكاديميا في ألمانيا ولحن العديد من الاناشيد الوطنية المناهضة للاحتلال منها نشيد الجامعة رددي يا سهول, ونحن ابناء الكماة العربي وغيرها من الاناشيد .‏

كما ازدهر في هذه الفترة فن المونولوج على يد الفنانين عبد الغني الشيخ وسلامة الاغواني وقدم الشيخ مونولوجات لاقت رواجاً كبيرا تهاجم الاستعمار وتنتقد العادات الاجتماعية السيئة ومن أغنياته يا أم العبايا للفنانة سهام رفقي ويعتبر الفنان سلامة الاغواني خير من غنى المونولوج الشعبي وله ا لفضل في ازدهاره سياسياً واجتماعياً وقد كرمته الثورة عندما اختارته ليمثل الفنانين في مجلس الشعب.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية