وغير المضبوطة إلا أن تلك العفوية (المصقولة) - برأيها- لم تزل توقعها بالعديد من المطبات والمغالطات... الأمر الذي بدا واضحا ومنذ اللحظات الأولى في برنامج ( إنت مين- أبو ظبي) عندما سألتها مقدمته نادين فلاح عن أكثر المطربين الذين تستمع إليهم لتذكر أن زوجها (طروقتها كما تدلعه) يكثر من الاستماع لعمرو دياب إلى درجة دفعتها لتقول له (طلع عمرو من عيونا) منوهة إلى أنها بالفعل تحب عمرو وتستمع له لكن دون مبالغة, ثم تستدرك متنبهة لعدم لباقتها بالقول: ( إننا لو استمعنا لأم كلثوم وعبد الوهاب أربعاً وعشرين على أربع وعشرين ساعة في النهار فإننا سنمل).
بعدها لن تفوّت أصالة على مشاهديها فرصة الاستماع إلى محاضرة في اللباقة أو (اللباءة) - على حد قولها- وضرورة أن نكون أقرب إلى الصدق, فالجميع يدّعي العفوية, هذه العفوية التي يفترض بنا أن (نصقلها)!
فهل هناك عفوية مصقولة.... وهل تسمى عندها عفوية?!
أغلب الظن أنها أرادت أن تقول: يجب تشذيب وتهذيب عفويتنا وسجيتنا.. لا أن نكون (ربي كما خلقتني) مثلما كانت هي في حديثها عن مبالغة زوجها في الاستماع لعمرو, ثم لماذا لم تبدأ بنفسها وتطبق نظريتها عن (صقل العفوية)?
الأمر الآخر أو المطب الآخر الذي أوقعت أصالة نفسها به هو أنها ذكرت أن أكثر (شغلة) تؤرقها- كما لفظتها بالفصحى- ما سمته (اللطف الاستفزازي) وعلى ما يبدو أن هذا النوع من اللطف بعيد كل البعد عنها وعن جميع الفنانين.. فهم لا يتصنعون (أبدا)..
وهو نوع ترى أننا غالبا ما ندعيه, مطلقة حكمها على من تحتك بهم من خلال مكالمة أو معاملة ما فعبارات من مثل ( أهلا عيني.. امري شو بتريدي..) من هؤلاء الذين تتعامل معهم بعد أن تعرفهم بنفسها ( أنا أصالة) .. تضايقها وتزعجها حتى أن عظمها يؤلمها من الغيظ و(الجكر) من كلمة (عيني) المصطنعة تلك.. فهي تشكو تعبها من المجاملة والكذب و(الفشخرة) إذاً هذا ما أسمته أصالة (لطف استفزازي) متناسية أنها اشتهرت قبلا في فترة من الفترات, باستخدامها لكلمة (عيوني) في ظهوراتها على الشاشة.
فهل كان استخدامها كلمة (عيوني) يصب في خانة اللطف الاستفزازي آنذاك.. أم أنها لم تكن قد اكتشفت نظريتها الاستفزازية الثانية بعد نظريتها الأولى في صقل العفوية.
ثم لو (طنشوها) هؤلاء ولم يلاطفوها مجاملين, هل كانت عندها سترتاح وترضي ذاتها.. ذاتها التي ستترك لأجلها العمل مع شركة روتانا, لا لأي سبب إلا لأنها ترى بذلك نوعا من حب الذات والاهتمام بها أكثر وكما تستحق. بعيدا عن كل هذه المفارقات حاولت أصالة أن تبدو (مهضومة).. خفيفة الظل.. قريبة من القلب.. وهي بالفعل كذلك لو أنها لم تكتف بالجانب النظري من نظرياتها, وقرنت القول بالفعل, أي لو أنها شذبت وهذبت ألفاظها وقبلها أفكارها.. وربما في اعترافها بنهاية الحلقة أن لديها مشكلة: هي أن لسانها دائما يسبق عقلها, يحكي بمنطقه الخاص جدا.. ربما في ذلك شيء من تلمس العذر لها..