|
حتى لا نصنع حرباً جديدة فضائيات (تساعد أبويها في المنزل(وذلك للدلالة على تنبه وزارة التربية لخطورة التمييز بين الجنسين أو الأصح,خطورة استمرار هذا التمييز ثقافيا واجتماعيا.
بالمقابل,منذ حوالي عامين بدأ إعلامنا يتناول قضايا ومشكلات اجتماعية كانت شبه محظورة وتنتمي إلى المحرمات,بأسلوب أستطيع القول إنه ينتمي إلى التجريب أكثر منه إلى الرؤية الناضجة مسوغا ذلك(عفوياً أو عمداً) بأنه يعكس الواقع الاجتماعي,لكنه لم ينتبه البتة,ربما دون وعي,إلى مفهوم الجندر أو النوع المبثوث في رسائله متساوقا في هذا مع الإعلام العربي عموما الذي عمل ولم يزل يعمل على ترسيخ ما ينجم عن الفروق البيولوجية من فروق اجتماعية وثقافية وتاريخية.
ولعل المتتبع لبرامجنا الجديدة المتلفزة,وحتى صحافتنا المكتوبة,سيلحظ ذلك على الفور من خلال العناوين العريضة لبعض البرامج والصفحات مثل(النصف الآخر,أصواتهن...). على أية حال,المشكلة أكبر من مجرد عناوين عريضة وتتعلق كما في المناهج سابقا بذلك التمييز الحاد المتولد عن عوامل وضغوط متشابكة لعل الحاسم فيها تاريخي,لكن هذا لا يعني بأي شكل أن وظيفة الإعلام أن يعكسه كما هو,إنما يجب عليه أن يطرحه في صيرورة حل الإشكاليات الناجمة عنه,لا في سياق ترسيخها.قد يحتج البعض: لكن هذه ثقافتنا وهذه قيمنا وهذا مجتمعنا ولا يسعنا الخروج عنه. سأشير هنا إلى بعض المشكلات التي كانت شبه محظورة قبل سنوات على شاشتنا وفي صحفنا مثل(التربية الجنسية عند الأطفال,الشذوذ الجنسي,الصداقة بين الجنسين قبل الزواج...) وأصبحت اليوم منتشرة ومتداولة مما يعني أن هناك إمكانية لخرق ماهو سائد. اعتقد أننا في أسوأ الأحوال قادرون على صياغة خطاب إعلامي تصالحي للحد من ظاهرة التمييز بين الجنسين حتى في برنامج مثل (مبروك كلمة ماما)لأن الحمل لم يعد يخص الأم وحدها بل والأب أيضاً ,والدليل هو تلك المشاعر التي تعتري هذا الأخير عندما يشاهد طفله وهو في رحم أمه على شاشة جهاز يدعى الايكو. وما يعتري شخصيته من تحولات خلال فترة حمل زوجته. ثمة عوالم كادت تقترب من إنهاء هذه المشكلة,حتى على مستوى اللغة,بينما نحن لم نزل نصنع حربا جديدة بين الذكور والإناث أو نؤجج حرباً قديمة تضاف إلى حروبنا وانقساماتنا التي لا تنتهي...
|