تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


سباق العنصرية في إسرائيل

دراسات
21/2/2008
حكمت فاكه

يحتدم السباق نحو رئاسة الحكومة الإسرائيلية وعلى حد قول صحيفة - يديعوت آحرنوت - الإسرائيلية,

فإن هناك على الأقل عشرة سياسيين يريدون الوصول إلى رئاسة الحكومة ولعل أبرزهم أولمرت ونتنياهو - باراك وبيريز.‏

ويبدو أن آثار العدوان على لبنان في صيف 2006 لاتزال تطل بين الحين والآخر على الحلبة السياسية الإسرائيلية وتشكل مشهدها. ومن المعروف أن استطلاعات الرأي تمنح أفضلية لنتنياهو على غيره في الانتخابات القادمة.‏

ويعد أولمرت, رئيس حزب - كاديما - الأقل حظاً لدى الجمهور مقارنة بنتنياهو وزعيم حزب العمل - باراك - وقد لاحظ نتنياهو وباراك, كما تقول صحيفة نيويورك تايمز, أن التقرير المرحلي للجنة فينوغراد خلق أصداء أثارت الرأي العام الإسرائيلي ضد أولمرت, ما جعل كل منهما يحلم بالعودة لرئاسة الحكومة, والانقضاض على كرسي رئيس الحكومة الحالية.‏

لكن الأكثر خطورة بالنسبة لحزب - كاديما - هو التضعضع الداخلي. فبعد إعلان أفيغدور ليبرمان عن استقالة من الائتلاف الوزاري, وعن نيته إجراء انتخابات مبكرة, توقع محللون نهاية وشيكة لحكومة أولمرت. ومن جانبها أعلنت المعارضة أن الإستقالة هي بداية نهاية حكم - كاديما -.‏

وعن آثار العدوان ضد لبنان قال الكاتب اليساري - آري شبيط - في صحيفة هآرتس في مقال معبّر عن آراء كثيرين: ( حتى بالمفهوم الضيق والفوري, فإن حرب لبنان الثانية كانت حرباً حمقاء, وحدثاً خطيراً جسد فشل Failure القيادة. قادة صيف 2006 يتحملون المسؤولية عن لامبالاتهم وزير الحرب وقائد الأركان انصرفوا, وبقي رئيس الوزراء وحده. وإذا واصل التمسك بمنصبه بعد تقرير - فينوغراد - فلن يكون لمفهوم المسؤولية مغزى في حياتنا. ويضيف الكاتب قائلاً: ( كشفت الحرب حقيقة أن هذه القيادة ليست جديرة بالمنصب, فبدلاً من مواجهة المشاكل الأساسية الإسرائيلية الموجودة, نجدها منهمكة في الحفاظ على بقائها الشخصي واتباع الحيل والمناورات السياسية).‏

كشفت الحرب حقيقة أن ( إسرائيل ) كانت سوقاً مزدهرة مع ثقافة سياسية فاسدة وملوثة.. سياسية تفتقد للعمق ومصابة بالإهمال والعفن ).‏

وتابع شبيط: ( المسؤولية الأساسية ملقاة على كاهل رئيس الوزراء, فهو الذي تسبب في عدم تحول السنة الماضية إلى عام التصحيح والتقويم وقلبها إلى سنة بقاء له. ويتحمل المعارضون أيضاً المسؤولية معه لأنهم أنجروا إلى التركيز على الشخص وأغفلوا القضية الجوهرية).‏

فنتنياهو يريد تقديم موعد الانتخابات لأنه يرى بأنه المرشح للفوز بأكثر المقاعد وتشكيل الحكومة. لذلك, فإن باراك لايؤيد تقديم موعد الانتخابات لأنه يرى فيها فوز عدوه اللدود. وهو يقترح استبدال أولمرت بشخص آخر بعد صدور تقرير فينوغراد النهائي. وسيحاول إطالة عمر الحكومة والعمل على تغيير ميزان القوى في أوساط الناخبين لضمان فوزه.‏

لذلك يجري التنازع على قدم وساق بين الثالوث: أولمرت ونتنياهو وباراك دون أن يكلفوا أنفسهم عناء انتظار موعد الانتخابات.‏

وفي هذا الإطار, ثمة الكثير من السيناريوهات المتضاربة:تنافس بين نتنياهو وباراك على تقاسم حزب - كاديما - مع محاولة كل منهما جلب أكبر عدد ممكن من ذلك الحزب إلى جانبه وتشكيل جبهة تقود ( إسرائيل ) في المرحلة المقبلة.‏

وفي هذا الإطار, يصف الكاتب الإسرائيلي - بن كاسبيت - الوضع في اسرائيل قائلاً: (يتبين لنا أن هذا مايوجد لدينا الآن: أولمرت , باراك ونتنياهو. وهو يعتبر أن نتيناهو وباراك توءمان يكرران عودتهما في كل مرة من جديد, وبعدها يعودان للانطواء على نفسيهما. ويضيف قائلاً: ( إن هذين الرجلين يحرصان على السقوط مرة أخرى في نفس برميل الحشرات الذي كانا قد نجيا منه بصعوبة في المرة السابقة ) وهما أيضاً كما يقول رئيس ديوان رابين سابقاً - ايتان هابر -: ( إن بيبي وباراك مثل توءمين سياميين في طفولتهما. ويقومان باستخدام نفس الذرائع والتبريرات لعودتهما إلى القيادة السياسية ) هذا يدل فعلاً على أن الحياة السياسية الإسرائيلية حبلى بالأحداث التي يمكن أن تكون عاصفة, ولكنها باختصار تعني شيئاً واحداً وهو أن الجميع يتبارون في سباق العنصرية !!‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية