تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


مضحكو العرب..ابن سودون

ساخرة
21/2/2008
عرف باسم (ابن سودون) واسمه الكامل أبو الحسن علي نور الدين بن سودون اليشبغاوي وهو من شعراء القرن التاسع الهجري

وقد أفرد له د. شوقي ضيف فصلا كاملا في كتابه (الفكاهة في مصر) وكذلك فعل الصديق الراحل الأستاذ عبد الغني العطري في كتابه (دفاع عن الضحك) وهو يرى أنه من رجال الفكر الذين كان لهم الباع الطويل في الأدب الضاحك, ويذكر أنه ولد في القاهرة سنة 810 للهجرة وعمل إماماً في بعض مساجدها, وانتقل من ثم إلى دمشق وعمل فيها صاحب خيال الظل (كركوز وعيوظ) ومات فيها, وقد انصرف إلى قول الشعر هزلا وسخرية وكتابة النثر فكاهة وتهكما, وصار هذا اللون من الأدب نهجا عرف به, وأقبل الناس على شعره, وصاروا يتناقلونه ويحفظونه بل ويحاكونه.‏

وقد جمع ابن سودون هذا الشعر في ديوان أضاف إليه طائفة من الحكايات الساخرة وسماه (نزهة النفوس ومضحك العبوس).‏

كما يقول الأستاذ العطري: فإن شعر ابن سودون طريف في بابه يدفعك إلى الابتسام حينا والاغراق في الضحك حينا آخر, وهو يسلك فيه طريق المفارقة إذ يبدأ شعره بالجد ثم لا يلبث أن ينتقل إلى أقصى الفكاهة والسخرية, وهو يلتزم تقرير أمر واقع- يدخل في مجال البديهيات مثل قوله:‏

كأننا والماء من حولنا- قوم جلوس حولهم ماء.‏

أو كقوله:‏

البحر بحر والنخيل نخيل والفيل فيل والزراف طويل‏

والأرض أرض والسماء خلافها والطير في ما بينهن يجول‏

وإذا تعاصفت الرياح بروضه فالأرض تثبت والغصون تميل‏

والماء يمشي فوق رمل قاعه ويرى لها مهما مشى سيلول‏

ويحفل ديوان ابن سودون بشعر من هذا القبيل:‏

عجب عجب عجب عجب بقر تمشي ولها ذنب‏

ولها في بزبزها لبن يبدو للناس إذا حلبوا‏

لا تغضب يوما إن شتمت والناس إذا شتموا غضبوا‏

زهر الكتان مع البلسان هما لونان ولا كذب‏

والخيمة قال الناس إذا نصبت فالحبل لها طنب‏

والمركب مع ما قد وسعت في البحر بحبل تنسحب‏

البيض إذا ما جاعوا أكلوا والسمر إذا عطشوا شربوا‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية