|
|
(وحدتنا التي تعاني من الوحدة.. أين أصبحت?!) الوحدة بين سورية ومصر وما كانت سوى أيام حتى أُعْلِنَ في الأول من شباط ,1958 عن قيام الجمهورية العربية المتحدة. جاء الإعلان من القاهرة وبصوت الرئيس جمال عبد الناصر. تلح عليّ ذكريات تلك الأيام الحافلة بالآمال الكبار. ها قد قامت دولة تحمي ولا تهدد, تجمع التبدد, تشد أزر الشقيق وترد كيد العدو. وبعد خمسين عاماً, وحدتنا أين أصبحت? مُوحٍشَةُ وحدتنا, تعيش وحدة قاسية بل قاتلة. ليس على برنامج عملنا السياسي الراهن جهد جاد لإخراج وحدتنا من وحدتها الصعبة, من عزلتها المنطوية في الضمير, من ابتعادها عنا وابتعادنا عنها. حتى لكأن التفكير بها غدا حلماً من أحلام اليقظة. ولم يكن أمر قيام الجمهورية العربية المتحدة مفاجأ في نيسان 1956 دعا حزب البعث العربي الاشتراكي إلى الوحدة مع مصر. كان إذ ذاك حزباً يشارك في الحكم بدءاً من شباط .1955 كان معه كل العرب. يتابع خطوات مصر باتجاه الكشف عن هويتها العربية. في كانون الثاني 1956 أعلن دستور مصر انتماءها إلى الأمة العربية. تتالت الخطوات باتجاه الوحدة. وفي خطاب النصر حين أعلن الرئيس عبد الناصر تأميم قناة السويس يوم 26/7/.1956أعلن مع التأميم استجابته لمطلب سورية الوحدة مع مصر. ثم كان الأمر, في 1/2/1958 بأن أعلنت الوحدة ففي 21/2/1958 كان الاستفتاء الشعبي على الوحدة.. ثم قامت الوحدة, ثم -وكما نعلم- كان ما كان. وخبا الأمل. ينشغلون في دول الاتحاد الأوروبي هذا العام بتصديق الهيئات السياسية عندهم على المعاهدة الدستورية الجديدة المعدلة المعروفة باسم معاهدة لشبونة. ينشغلون طوال هذا العام (2008) بالتصديق. أما في 1/1/2009 فيبدأ العمل بمعاهدة لشبونة, سيكون ثمة رئيس واحد ل (27) دولة, أما أنا فستستمر منافسة البعض لي بل منافستي لهم على رئاسة دولة آل جبور في حي القلعة بمدينة صافيتا, وحدتنا التي تعاني من الوحدة, من يخرجها من وحدتها, من عزلتها, من انكماشها الذي يكاد يطبق عليها? من لها غيرنا يعيد لها ألقاً عرفناه قبل نصف قرن? وقل اعملوا!
|
||||||||||||||||||||||||||||||
